الأربعاء 25 ديسمبر 2024

الملك

موقع أيام نيوز

ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻳﺤﻜﻤﻬﺎ ﻣَﻠِﻚْ 
ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻫﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻳﺨﺘﺎﺭﻭﻥ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺤﻜﻢ ﻓﻴﻬﻢ ﻟﻤﺪﺓ ﺳﻨﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﻘﻂ،
ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻳُﺮْﺳَﻞ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺇﻟﻰ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﺣﻴﺚ ﻳﻜﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻘﻴﺔ ﻋﻤﺮﻩ 
ﻭﻳﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣَﻠِﻚْ ﺁﺧﺮ ﻏﻴﺮﻩ ﻭﻫﻜﺬﺍ ! 
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﺣﻜﻤﻪ ﻳﻠﺒﺴﻮﻧﻪ ﺃﻓﺨﺮ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ  ﻭﻳﻮﺩﻋﻮﻧﻪ ﺛﻢ

ﻳﻀﻌﻮﻧﻪ ﻓﻲ ﺳﻔﻴﻨﺔ ﺣﻴﺚ ﺗﻨﻘﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ
ﻫﻲ ﻣﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻭﺍﻷﻟﻢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻜﻞ ﻣَﻠِﻚْ ﻭﻭﻗﻊ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻤﺮﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﺏ ﻣﻦ ﺷﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ 
ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﺷﻲﺀ ﻓﻌﻠﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺃﻥ ﺃﻣﺮ ﻭﺯﺭﺍﺀﻩ ﺑﺄﻥ ﻳﺤﻤﻠﻮﻧﻪ ﺍﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ
ﻳﺮﺳﻠﻮﻥ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﻴﻦ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻭﻗﺪ ﻏﻄﺘﻬﺎ ﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻜﺜﻴﻔﺔ ﻭﺳﻤﻊ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ
ﺍﻟﻤﻔﺘﺮﺳﺔ 
ﺛﻢ ﻭﺟﺪ ﺟﺜﺚ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﻴﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻗﺪ ﺃﺗﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺘﻮﺣﺸﺔ ﻋﺎﺩ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻰ ﻣﻤﻠﻜﺘﻪ ﻭﺃﺭﺳﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﻋﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ
ﻭﺃﻣﺮﻫﻢ ﺑﺈﺯﺍﻟﺔ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﺍﻟﻜﺜﻴﻔﺔ ﻭﻗﺘﻞ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﻔﺘﺮﺳﺔ  ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺰﻭﺭ  ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻛﻞ ﺷﻬﺮ ﻭﻳﺘﺎﺑﻊ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻨﻔﺴﻪ 
ﻓﺒﻌﺪ ﺷﻬﺮ ﻭﺍﺣﺪ ﺗﻢ ﺍﺻﻄﻴﺎﺩ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﻭﺃﺯﻳﻠﺖ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﺍﻟﻜﺜﻴﻔﺔ . 
ﻭﻋﻨﺪ ﻣﺮﻭﺭﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻗﺪ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻧﻈﻴﻔﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎ 
ﺛﻢ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﺑﺰﺭﻉ ﺍﻟﺤﺪﺍﺋﻖ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ  ﻭﻗﺎﻡ ﺑﺘﺮﺑﻴﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﻔﻴﺪﺓ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺪﺟﺎﺝ ﻭﺍﻟﺒﻂ ﻭﺍﻟﻤﺎﻋﺰ ﻭﺍﻟﺒﻘﺮ ... ﺍﻟﺦ 
ﻭﻣﻊ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﺑﺒﻨﺎﺀ ﺑﻴﺖ ﻛﺒﻴﺮ ﻭﻣﺮﺳﻰ ﻟﻠﺴﻔﻦ ﻭﺑﻤﺮﻭﺭ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻰ ﻣﻜﺎﻥ ﺟﻤﻴﻞ.
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤَﻠِﻚْ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻳﻠﺒﺲ ﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﻭﻳﻨﻔﻖ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻓﻲﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ 
ﻭ ﻛﺎﻥ ﻳُﻜَﺮِﺱ ﻛﻞ ﺃﻣﻮﺍﻟﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻭُﻫِﺒَﺖ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺇﻋﻤﺎﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ
ﻭﺍﻛﺘﻤﻠﺖ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺃﺧﻴﺮﺍً 
ﻭﺟﺎﺀ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻟﻴﺘﻨﻘﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻓﺄﻟﺒﺴﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﺍﻟﻔﺎﺧﺮﺓ ﻭﻭﺿﻌﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﻪ ﻗﺎﺋﻠﻴﻦ ﻟﻪ ﻭﺩﺍﻋﺎً ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤَﻠِﻚْ ! 
ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤَﻠِﻚْ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﻴﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﻀﺤﻚ ﻭﻳﺒﺘﺴﻢ ﺳﺄﻟﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻦ ﺳﺮ ﺳﻌﺎﺩﺗﻪ ﺑﻌﻜﺲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﻴﻦ 
ﻓﻘﺎﻝ : ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﻣﻨﺸﻐﻠوﻦ ﺑﻤﺘﻌﺔ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻛﻨﺖ ﺃﻧﺎ ﻣﺸﻐﻮﻻً ﺑﺎﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭﺧﻄﻄﺖ ﻟﺬﻟﻚ ﻭﺃﺻﻠﺤﺖ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻭﻋﻤﺮﺗﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺟﻨﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ  
ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺃﻋﻴﺶ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻘﻴﺔ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻓﻲ ﺳﻼﻡ ﻭﺳﻌﺎﺩﺓ 
ﺫﻛﺮﺗﻨﻲ ﻫﺬﻱ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺑﺎﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻛﻴﻒ ﺍﻧﻐﻤﺴﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﻠﺬﺍﺗﻨﺎ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﻧﺎ ﻟﻸﺧﺮﺓ
هل اعددنا انفسنا لهذه الحياة الابد ية المسماة بالآخرة مثلما فعل هذا الشاب الفطن ؟ 
ﺍﺳﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺃﻥ ﻳﻤﻦ ﻋﻠﻴﻨﺎ كامل  الصحة

صلي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم