الإثنين 16 سبتمبر 2024
تم تسجيل طلبك بنجاح

قصة المتسول الأخرس

موقع أيام نيوز

قصة حقيقية ….
المتسول الأخرس في لبنان

في أثناء الحړب الأهلية (1990 – 1975) كان يتنقل في بعض شوارع بيروت رجل متسول، رث الثياب،

كريه الرائحة، ۏسخ الوجه واليدين حافي القدمين، أشعث شعر الرأس واللحية، وهو فوق ذلك أبكم (أخرس)،

لم يكن يملك ذلك (المتسول الأخرس) سوى معطف طويل أسود بائس ممزق ر يلبسه صيفاً شتاءا.

وكان بعض أهل بيروت الطيبين يتصدقون على ذلك ( المتسول الأخرس ) ويلاطفونه، كان عفيف النفس إلى حدّ كبير، فإن تصدّق عليه أحدهم برغيف خبز قبل منه،

وإن تصدق عليه بربطة خبز (عشرة أرغفة) لم يقبل، وإن أعطاه أحدهم كأس شاي قبل منه، وإن أعطاه مالاً لم يقبل،

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.

وإن أعطاه أحدهم سېجارة قبل منه، وإن أعطاه علبة (20 سېجارة) لم يقبل ؛كان دائم البسمة، مشرق الوجه، مؤدباً لطيفاً مع الصغير والكبير.
لم يكن له اسم يعرف به سوى : الأخرس..

لم يشتكِ منه أحد، فلا آذى إنساناً، ولا اعتدى على أحد، ولا تعرض لامرأة، ولا امتدت يده إلى مال غيره، ولا دخل إلى بناء لينام فيه، فقد كان يفترش الأرض، ويلتحف السماء.

كانت الحړب الأهلية الطاحنة ما زالت مستعرة، وكان الحديث عن ظروف الاجتياح وأخبار الناس وأحوالهم .

ودخل الجيش بيروت، واجتاحها من عدة محاور، ولاقى أثناء تقدمه البطيء مقاومة شرسة من أهلها الأبطال،

أسعار السيارات في الآونة الأخيرة شهدت تقلبات ملحوظة، حيث تأثرت بارتفاع وانخفاض الدولار، مما انعكس على تكلفة علامات تجارية مثل تويوتا، هيونداي، ومرسيدس. و BMW هذا الارتباط بين سعر الصرف وسوق السيارات يحدد قدرة المستهلكين على اقتناء المركبات.

ولأن الحړب تشبه يوم القيامة {لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه} فلم ينفع تنبيه بعض الناس (للمتسول الأخرس)

عن خطۏرة وصول الجيش إلى تلك الشوارع والأزقة التي كان يتجول فيها وينام على قارعتها في بيروت الغربية

ومع اشتداد ضراوة الحړب ووصول طلائع الجيش إلى بيروت الغربية يئس الناس من (المتسول الأخرس)، فتركوه لشأنه، ووقف بعضهم عند زوايا الطرق وأبواب الأبنية يراقبون مصيره.

وتقدمت جحافل الجيش واقتربت من ( المتسول الأخرس ) عربة عسكرية مصفحة تابعة للمهمات الخاصة، وترجل منها ثلاثة ضباط، واحد برتبة مقدم، واثنان برتبة نقيب، ومعهم خمسة جنود، ومن ورائهم عدة عربات مدججة بالعتاد، مليئة بالجنود.

كانت المجموعة التي اقتربت من المتسول_الأخرس يحملون بنادقهم المذخرة بالړصاص، ويضعون أصابعهم على الزناد، وهم يتلفتون بحذر شديد.

كان الجو رهيباً، مليئاً بالړعب، تقدموا جميعاً من ( المتسول الأخرس )، وهو مستلق على الأرض، غير مبال بكل ما يجري حوله، وكأنه يستمع إلى سيمفونية بيتهوفن (القدر يقرع الباب) .

وعندما صاروا على بعد خطوتين منه انتصب قائماً، ورفع رأسه إلى الأعلى كمن يستقبل المۏت سعيداً، رفع المقدم  يده نحو رأسه،

وأدى التحية العسكرية (للمتسول الأخرس )، قائلاً :
باسم جيش الدفاع أحييكم سيدي الكولونيل العقيد وأشكركم على تفانيكم في خدمة ، فلولاكم ما دخلنا بيروت !

رد (المتسول الأخرس) التحية بمثلها بهدوء، وعلى وجهه ذات البسمة اللطيفة، وقال مازحاً  : [لقد تأخرتم قليلاً]، وصعد العربة العسكرية المصفحة وتحركت العربة المصفحة وخلفها ثلاث عربات مرافقة، تاركة في المكان كل أنواع الصدمة والذهول،

وأطناناً من الأسئلة، كان بعض المثقفين قريبين من المكان، وكانوا يسمعون الحوار، ، لكنهم عجزوا عن ترجمة وجوه الناس المصډومة من أهالي تلك الأحياء البيروتية التي عاش فيها الجاسوس المتسول الأخرس