السبت 28 ديسمبر 2024

سر الأميره الحسناء حلقة 2

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

غناء القيان
ولا سمر الأصحاب
أو سروج الخيل
والأقدام في الركاب
...
سألت الرعد والبرق عنك
والقمر ونور الشهاب
تمنيت أن أراك
فهل السماء
تسمع صلواتي يوما
وتعطيني الجواب
كانت رباب في المخزن تطل على الأمير وهو لا يراها ولما سمعت شعره أعجبها وأحست بالحب يتسلل إلى قلبها وفكرت في الخروج إليه لكنها تمالكت نفسها وتذكرت العبد الذي أوصاها بالانتظار حتى يصلح حال الأمير ويكف عن مجونه . بعد قليل رجع حسن إلى القصر أما هي فخرجت وأخذت باقة الورد ثم كتبت شيئا على قرطاس وطبعت عليها قبلة من شفتيها الدافئتين ثم انصرفت .
في الصباح جاء الأمير ورأى الورقة على الصخرة ...
...
حلقة 4
لما فتح الورقة تضوع منها عطر شذي وكان فيها بيتين من الشعر
سلمت عليك
صاحبة خاتم الألماس
وقالت زارني رسول الهوى
وكلمني والكلام قياس
جلس يفكر في تلك الفتاة ومن تكون ما هو مؤكد أنه يحبها رغم أنه لم يرها قال في نفسه سأذهب إلى ذلك العبد وأسئله عنها . لما حضر بين يديه قال أرى أنها قد ردت عليك لكنها الأن تريد أن تختبر حكمتك فلا خير في رجل لا تدبير له !!! سأله وماذا علي أن أفعل قال مسرور هيا معي وسأقول لك في الطريق .
وصلا إلى فلاة مقفرة وقال له هناك صندوق فيه الطعام والماء لا تلمسه إلا إذا ضاق بك الحال ولم تجد ما تأكل وتشرب!!!وعليك أن تتعب وتتدبر أمرك وسآتيك بعد ثلاثة أيام. قال له وبعد هل سأرى رباب أجاب العبد إذا نجحت ستراها والآن سأنصرف ولا تنس نصيحتي .
إلتفت الأمير حوله فلم ير شيئا سوى الرمال فقال لن ألمس ذلك الصندوق ولو مت جوعا وعطشا ومن أجل عيون رباب سأعيش في هذه الفلاة وبدأ يمشي ويبحث حتى حل الليل ولم يجد شيئا .وفي الصباح صادفه شيخ طاعن في السنقال له يا إبني لقد أضعت طريقي هل لك أن ترافقني قليلا فكر حسن وقال لا بأس فلن أخسر شيئا .
مشيا حتى أحسا بالعطش دار الشيخ ثم أتى رجما من الحجارة وحفر تحته ثم أخرج قربة ماء وشرب وأعطاها للأمير وقال هي لك وفكر دائما أن تزرع خيرا في طريقك فقد يحتاج إليه غيرك فشكره الأمير ورجع إلى مكانه وواصل الشيخ السير دون أن يلتفت خلفه .
في اليوم الثالث شعر حسن بالجوع الشديد وفكر أن يفتح الصندوق ويأكل شيئا يسيرا لكنه تجلد وقال مثلما عثرت على الماء سأعثر على طعام لكن لا شيئ ينبت هنا بإستثناء الأشواك التي لا تأكلها سوى الإبل !!! ثم سار حتى رأى النمل يبني مستعمرة فتعجب لضخامتها مع صغر حجم النمل فجاءت إليه واحدة وقالت هل بالإمكان مساعدتنا !!! فقال لا بأس ثم بنى معهم وبعد ساعتين أصبحت كاملة .
بعد قليل جاء صف طويل من النمل كل واحدة تحمل حبة قمح حتى إجتمع لديه مقدار صحفة كبيرة فطبخها في الماء وأكلها وأحس بالشبع ثم قالت له النملة لا تحتقر شيئا مهما صغر فقد ينفعك في وقت شدتك والبعوضة قد تدمي مقلة الأسد .
في اليوم الرابع جاء العبد ولما رأى القربة وصحفة القمح قال له أرى أنك تدبرت أمرك !!! والآن دعني أفتح لك الصندوق ولما نظر إليه الأمير وجده فارغا قال العبد لا تعتمد على ما يوجد في الصناديق فالعزم يبقى مهما تقلب الزمان والمال يفنى ويتغير الأصحاب .
جلس الأمير يفكر فيما رآه وسمعه وقال سأعمل بهذه النصائح الثلاثة وما كنت لأعرف قيمتها لولا خروجي إلى هذه الفلاة .والآن أخبرني عن رباب أحابه العبد ستجدها في انتظارك لا تقلق يا مولاي لما وصلا إلى الحديقة كانت رباب واقفة وعليها جلد الغزال إلتفت العبد لحسن ضحك و غمزه تلك الغزالة الجميلة هي فتاتك !!! 
رمت رباب الحلد ونظر الأمير إليها بدهشة فلم ير أجمل منها وصاح لقد كنت بجانبي وأنا أبحث عنك في كل مكان قال العبد لأنك بحثت عنها بعيونك وليس بقلبك والعين قد تخدعنا أحيانا .
ذهبوا إلى السلطان وقال لابنه لقد جعلتك هذه البنت أكثر حكمة وعقلا وحان الوقت لأبوح لك بسر فمسرور ليس عبدا بل حكيم وطبيب جعلته في خدمتك ليراقب فعلك وينصحك

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات