قصة قرن فضه وقرن دهب
فتعلق بخشبة ووجد نفسه في ضباب كثيف
وعندما إنقشع رأى من بعيد جزيرة تلألأ كالذهب ومليئة بالأشجار وتحلق حولها طيور ملونة ثم عاد الضباب وبقي في البحر سبعة أيام يجرفه التيار حتى مرت به سفينة للتجار أنقذته
وعندما سأله أهل القرية كيف عاش دون ماء
أجابهم أنه وجد قربه سلة فيها جوز الهند فشرب مائه وآكل لبه ثم شاهد شيخ البحر واقفا ينظر إليه في دهشة وهو من أنقذه من المۏت جوعا وعطشا
كان بدر يستمع بشوق لهذه الحكاية وسأل الصياد هل قال جدك شيئا عن مكانها
أجاب نعم لقد كان يعرف كيف يهتدي بالنجوم لكن نسيت كثيرا من التفاصيل
قال بدر هل تبيعني قاربك فهو يبدو متينا
أجاب الصياد نعم لقد صنعته بنفسي وإذا أعطيتني ما يكفي من المال تركته لك فلم يعد الصيد مربحا كما كان من قبل
بهت الصياد وأجاب لكن هذا كثير يا سيدي
قال بدر لقد كانت معلوماتك مفيدة وسأترك فرسي عندك فإن لم أعد فهو حلال عليك
قال الصياد لقد تذكرت أن جدي تحدث مرة عن كوكبة الدب الأصغر ربما يعني لك هذا شيئا فأنا لست بارعا مثله في قراءة النجوم
ركب بدر الزورق وترك التيار يحمله فهو لا يدري أن يتجه ولم يفهم ما قاله الصياد عن النجوم وقد لا يكون صحيحا فهو عجوز وذاكرته ضعيفة مضت خمسة أيام وبدر تائه في البحر ولا شيئ في الأفق قال في نفسه قريبا سينفذ الطعام والماء وسيكون حالي صعبا
قام وأدار الدفة شرقا فليس له ما يخسره من المحاولة لم يكن خائڤا على نفسه من المۏت ما يقلقه هو أخته
كان يحس بالتعب فأغمض عينيه وراح في سبات عميق
قال له أنا ملك هذا البحر ولا يأتي هنا من الإنس إلا غريق أو تائه خذ هذا الطعام وسأخرجك من هنا
لكن بدر قال له لقد أتيت هنا متعمدا
حكى له بدر عن قصته ومحبته الشديدة لأخته الصغيرة كان الشيخ يستمع وينظر إلى القرن الفضي
لاحظ بدر ذلك فنزع القلادة من رقبته وقال هذه هدية مني إليك
تأملها الشيخ في إعجاب فإذا عليها كتابة فسأل عنها
أجاب بدر إنها آيات من القرآن ثم قرأ ما فيها
فبكى الشيخ وقال ما أحلى هذا الكلام أنا أيضا سأعطيك هدية من اللآلئ والجواهر التي لا تقدر بثمن
قال الشيخ إذن إذهب إلى الجزيرة لكن لا تغرنك المظاهر فقرب النافورة ثعبان ضخم إذا رأيته نائما فإبق مكانك حتى يفيق عندئذ خذ شيئا من مائها وارجع بسرعة
وإياك أن تلتفت ورائك فستسمع أصوات جواري فتايات ينادين عليك وإذا رحلت فلا تعد إلى هنا أبدا هل فهمت ذلك
_الجزء_الخامس
...... وصل بدر الى جزيرة العجائب فكان قرب النافورة ثعبان ضخم وكان نائم فتذكر وصية الشيخ فبقي في مكانه حتى استيقظ الثعبان ثم ذهب إلى النافورة وملأ منها قلة عند المغادرة سمع أصوات جواري ينادي عليه فلم يلتفت وراءه
فغادر إلى زورقه وعاد بي القلة إلى أخته التي فرحت بها بشكل لا يوصف وبني نافورة صغيرة من المرمر ووضع فيها الماء وبعد أيام إمتلأ البستان بالزهور الجميلة وفاح شذاها في كل مكان
بعد مدة جاءت الأختان إلى بستان الشيخ صالح وهما تعتقدان أن بدر قد ضاع وهلك في بحر الظلمات لكن سرعان ما زادت دهشتهما عندما فتحت لهما بدور الباب وأرتهما نافورة الماء الفضي
حاولتا إظهار السرور وقالتا لها حقا هذا جيد لقد أصبح المكان رائعا لكنه سيصبح أكثر روعة لو أضفت إليه شيئا آخر ثم تصنعتا الأسى وقالتا للأسف فالحصول عليه أصعب حالا من النافورة
إشتدت لهفة بدور وسألتهما ما هذا الشيء أخبراني عنه فإن أخي سيأتيني به
قالت أحدهما هو الشجرة التي تغني كل ورقة منها أغنية لكن أعلمك أنها لا توجد على الأرض بل في مملكة البحر
بانت البهجة على وجه الصبية وردت بإذن الله لما تجيئان المرة القادمة ستجدان تلك الشجرة وستسمعان غنائها
إنصرفت الأختان وأيقنتا بغرق الفتى فلا أحد يمكنه الغوص في البحر دون هواء
لما رجع بدر أعلمته أخته بأمر الشجرة
فقال لها سآتيك بها حتى ولو كانت في آخر