قصة صراع الجبابره
زينة .. ماذا تقولين بالتأكيد أنا لن أرضى لك بذلك المصير أبدا ..
وهنا..
وأمام دهشة الجميع ..
تحرك يوزار بسرعة خاطفة .. أسرع حتى من تفكير العرافات .. فقام بانتزاع العين العجيبة لحظة تمريرها من يد إحداهن الى الأخرى !!!
ثم وقف على حافة الجبل وهددهن بإلقاء العين الى سحيق الهاوية ما لم يجبنه على سؤاله السابق ..
هناك.. بعد عبور نهر المۏتى .. ستصادفون الحيزبون .. وهي امرأة متوحشة لها جسد أفعى
شعرها عبارة عن ثعابين صغيرة ..
ولها القابلية على تحويلك الى صخر بمجرد النظر الى عينيها ..
قالت زينة
وكيف سنجبر تلك المخلوقة على مرافقتنا
الأمر سهل .. سنأخذ رأسها فقط معنا ..
ثم أعاد يوزار العين الى العرافات ..
ولما استدار ليرحل وإذا بالعرافات يخاطبنه بالقول
ألا تريد أن تعرف ما يخبئ لك القدر يا فتى
هنا التفتت زينة الى يوزار وقالت
لقد حصلنا على ما جئنا من أجله يا يوزار ... فهيا أرجوك لنمضي في طريقنا وتذكر ما قلته لك أسفل الجبل ..
لكن يوزار الټفت الى العرافات وأشار لهن بالكلام .. فقلن له
لن تضطر لإكمال هذه الرحلة يافتى لأنك ستموت شهيدا خلالها ..
ثم ضحكن جميعا ضحكة مزعجة ..
الټفت مروان الى زينة فشاهد الدموع في عينيها وهي تقول له
لا تصدقهن يا يوزار ... فلا أحد حقيقة بإمكانه أن يعرف المستقبل حتى وإن كان يملك عينا باصرة عجيبة ..
إذا كان الأمر كذلك فلماذا إذن ترتعشين وأنتي تقولين هذا الكلام
ثم تركها ومضى لحال سبيله ...
وصل الجميع في رحلتهم الى أماكن لم تطأها من قبل أقدام الأحياء ..
فلقد بلغوا نهر المۏتى .. وكان نهرا غامضا لا ترى ضفته الأخرى من شدة الضباب ..
قالت زينة
هذا النهر لا يعبره إلا المۏتى ..
في تلك الأثناء..
ثم تقدم أحد الجنود ليخوض مياه النهر فنادته زينة بأن لا يفعل ..
وهنا..
اقترب غراب من النهر وحاول الطيران فوقه .. وما إن فعل ذلك حتى سقط چثة هامدة !!!
فأشارت زينة الى الجندي وأوضحت له أن حاله كان سيكون كحال هذا الغراب تماما ..
وكيف سنعبر النهر
ردت زينة
الطريقة الوحيدة هي أن نستقل قارب الخفير ..
قال الجميع
وما الخفير
أجابت زينة
إنه شيطان مكلف بإيصال الأرواح الضالة الى الضفة الأخرى ..
ولكن لكي تصعد على متن قاربه فعليك أن تدفع له ..
هنا.. أخرج يوزار قطعة النقد التي عثر عليها وقال
ما باليد حيلة ..
ثم رماها في النهر ..
وماهي إلا لحظات.. حتى انشق جدار الضباب بواسطة قارب عتيق يقوده مخلوق مقنع لا تظهر منه سوى عيناه الصفراوان ..
قالت زينة
اركبوا ولا تنظروا الى عينيه أو تنطقوا بحرف واحد أبدا ..
ركب الجميع القارب فحرك الخفير مجذافه منطلقا بهم الى الضفة الثانية حتى بلغوها بسلام ..
فنزلوا وابتعدوا عن النهر المخيف ..
قالت زينة لمروان
أنت تعلم أن قطعة النقد التي عثرت عليها هي هدية من زحل ..
قال
أجل ... ولذلك قلت عندما رميتها ما باليد حيلة ..
قالت
وكذلك عندما اختطفت العين من العرافات فلقد تحركت أنت بسرعة تضاهي سرعة جن الأقدار ..
قال
أعرف ما تحاولين قوله .. وجوابي سيبقى دائما هو لا ...
لن أرضخ لطبيعتي الجنية .. وسأظل دائما وفيا لجانبي البشري ..
قالت
سنرى بهذا الشأن في قادم المواعيد ..
وصل الجميع أخيرا الى نهاية رحلتهم ..
الى مقر الحيزبون الفظيعة ..
فشاهدوا العديد من التماثيل الحجرية لرجال حاولوا القضاء على الحيزبون لكنها أحالتهم الى حجر بنظرة واحدة من عينيها الساحرتين بكل ما في الكلمة من معنى ..
دخل الرفاق مقر الحيزبون بحذر شديد .. لكن الأخيرة باغتتهم بثلاث سهام قاټلة من قوسها أصابت صدر أحد الجند فأردته صريعا ..
آنذاك..
أمر يوزار الجميع أن يتفرقوا ويختبئوا بين الأطلال وأن يحذروا من النظر الى عينيها حيثما استطاعوا ..
إنسلت الحيزبون بخفة الأفعى تماما بين أطلال المكان حتى ظهرت أمام أحد الجنود .. فتفاجئ الأخير بها وما إن نظر إليها حتى احيل الى حجر صلد ..
ثم ضړبته بذيلها فدمرته تماما ..
فانذهل بذلك الجندي الأخير الذي كان يقف الى جانبه فأغلق عينيه وأخذ يلوح بسيفه كالمچنون وهو ېصرخ ..
لكن الحيزبون رمته بسهم فاخترق فخذه فصړخ الجندي وهو يرفع رأسه الى أعلى ويفتح عينيه على اتساعهما .. فما كان من الحيزبون إلا أن تدلت من السقف ونظرت نحوه فما أسرع ما تصلب جسده .. تلا ذلك أن سقط أرضا وټحطم ..
ثم التفتت الحيزبون بعد ذلك الى يوزار .. فشاهدته يركض هاربا بين الأطلال .. فأخذت تقذفه بنبالها .. لكن سرعة جري