قصة حزينه جدا لفتاة صالحه كاامله
انت في الصفحة 2 من صفحتين
قال الدكتور: - منذ متى وياسمين تعاني من المړض ؟
قلت: منذ سنة تقريبا وكنا نستعمل المهدئات وتتعافى
فقال الطبيب: ولكن مرضها لا يتعافى بالمهدئات أنها مصاپة بسړطان الډم في مراحله الأخيرة جدا ولم يبق لها من العمر إلا ستة اشهر وقبل مجيئكم تم عرض التحاليل على أعضاء لجنة مرضى السړطان في المنطقة وقد أقروا جميعا بذلك من واقع التحاليل
فقالت ياسمين ببراءتها المعهودة: أموت يعني ماذا أموت ؟ فتلعثم الجميع من هذا السؤال
فقالت ياسمين: حقا سأرحل إلى الله ؟!.وهل هو سيئ الرحيل إلى الله ألم تعلماني يا والدي بان الله أفضل من الوالدين والناس وكل الدنيا وهل رحيلي إلى الله
يجعلك تبكي يا أبي ويجعل أمي يغمى عليها فوقع كلامها البريء الشفاف مثل صاعقة أخرى فياسمين ترى في المۏت رحلة شيقة فيها لقاء مع الحبيب
فقالت: إذا كان لابد لي من المۏت فلماذا العلاج والدواء والمصاريف
- نعم يا ياسمين نحن الأصحاء أيضا سنموت فهل يعني ذلك بان نمتنع عن الأكل والعلاج والسفر والنوم وبناء مستقبل فلو فعلنا ذلك لتهدمت الحياة ولم يبق على وجه الأرض كائن حي
الطبيب: تعلمين يا ياسمين بأن في جسد كل إنسان أجهزة وآلات كثيرة هي كلها أمانات من الله أعطانا إياها لنعتني بها فأنت مثلا إذا أعطتك صديقتك لعبة هل ستقومين بتكسيرها أم ستعتنين بها ؟
الطبيب : وكذلك هو الحال لجهازك الهضمي والعصبي والقلب والمعدة والعينين والأذنين ، كلها أجهزة ينبغي عليك الاهتمام بها وصيانتها من التلف..والأدوية والمواد الكيميائية التي سنقوم بإعطائك إياها إنما لها هدفان الأول تخفيف آلام المړض والثاني المحافظة قدر الإمكان على أجهزتك الداخلية من التلف حتى عندما تلتقين بربك وخالقك تقولين له لقد حافظت على الأمانات التي جعلتني مسئولة عنها هأنذه أعيدها لك إلا ما تلف من غير قصد مني
مضت الستة اشهر ثقيلة وحزينة بالنسبة كأسرة ستفقد ابنتها المدللة والمحبوبة وعكس ذلك كان بالنسبة لابنتي ياسمين فكان كل يوم يمر يزيدها إشراقا وجمالا وقربا من الله تعالى..قامت بحفظ سور من القرآن وسألناها لماذا تحفظين القرآن ؟
وحان يوم رحيلها وأشرق بالأنوار وجههاووامتلأت شفتاها بابتسامة واسعة وأخذت تقرأ سورة (يس) التي حفظتها وكانت تجد مشقة في قراءتها إلى أن ختمت السورة ثم قرأت سورة الحمد وسورة (قل هو الله أحد) ثم آية الكرسي ثم قالت: الحمد لله العظيم الذي علمني القرآن وحفظنيه وقوى جسمي للصلاة وساعدني وأنار حياتي بوالدين مؤمنين مسلمين صابرين ، حمدا كثيرا أبدا واشكره بأنه لم يجعلني كافرة أو عاصية أو تاركة للصلاة
ثم قالت: تنح يا والدي قليلا ، فإن سقف الحجرة قد انشق وأرى أناسا مبتسمين لابسين البياض وهم قادمون نحوي ويدعونني لمشاركتهم في التحليق معهم إلى الله تعالى وما لبثت أن أغمضت عينيها وهي مبتسمة ورحلت إلى الله رب العالمين اللهم ارحم هذه الطفلة الصالحة وارحمنا برحمتك وأحسن خاتمتنا. علق أمين يا رب العالمين.