قصة الغابة المسحورة
انت في الصفحة 7 من 7 صفحات
حصانها . فتح نبيل الصندوق وأخرج منه المرآة السحرية وقال للعروس هل تحبين يا لطيفة أن تكوني عجوزا مثل عريسك أو يكون هو شابا مثلك أجابت لطيفة إن أريد أن يبقى كما هو بدون تغيير لأنه كان وفيا مخلصا لي عشرات من السنين وأن أصير أنا امرأة عجوزا لأثبت له أني ما زلت أحبه كل الحب وأخلص له كل الإخلاص وهو رجل هرم كبير السن. قدم نبيل المرآة السحرية للطيفة ونظرت إليها وتمنت أن تكون عجوزا لتناسب عريسها الذي انتظرها تلك السنوات الطويلة فتحققت رغبتها في الحال وتحول وجهها الجميل إلى وجه فيه تجعدات كثيرة وذهب اللون الوردي وصارت ترى مثل سيدة كبيرة السن. فابتسم الراعي وقال إن السن لا تهمني ولا أفكر في السن. والمهم أن يكون القلب سليما قويا كقلوب الشباب. شكر الراعي وعروسه لنبيل معروفه وفضله وودعهما نبيل وابنة العمدة وتمنيا لهما حياة سعيدة وتركا الراعي وعروسه وحصانها الأبيض وجلس العروسان تحت الشجرة في الحقل يبتسم كل منهما للآخر ابتسامة عذبة حلوة كلها حب ووفاء وإخلاص.
رأسه ورماهما بعيدا على الحجارة فكسر الصندوق والمرآة. وفى المكان الذي كسرت فيه المرآة السحرية ظهرت بحيرة فضية بين أشجار الغابة. وهي بحيرة عجيبة إذا نظر فيها الشاب في منتصف الليل والقمر طالع رأى بعينيه وجه الفتاة التي سيتزوجها. وإذا نظرت فيها الفتاة رأت بعينيها وجه الفتى الذي سيتزوجها. ركب نبيل ابن العمدة وأخذ معه أمينة بنت العمدة الشيخ مصطفى ليرجعها إلى والديها ويدخل السرور عليهما فهما في حزن منذ أن خطفت ليلة عيد ميلادها. وعرف أنها هي الفتاة التي أراد أبوه أن يخطبها لتكون عروسا وشريكة له في حياته. وأعجب كلاهما بالآخر وتبادلا المحبة والإخلاص واستقبلهما الشيخ مصطفى استقبالا لا نظير له وعم الفرح والسرور القرية كلها. وكان نبيل موضع الإعجاب والتقدير من الجميع لأنه قام بما لم يقم به أحد وأنقذ ابنة العمدة وهو لا يعرفها. وأرسل الشيخ مصطفى الرسل لدعوة أبي نبيل ووالدته وأقاربه فحضروا مسرورين وعقد عقد الزواج وصارت ابنة العمدة عروسا لابن العمدة وأقيمت الأفراح وعم الفرح والسرور الجميع وأطعم الفقراء والمساكين فرحا بسلامتهما وزواجهما. وعاش الزوجان عيشة سعيدة راضية ووفقهما الله في حياتهما كل التوفيق وأخلص كل منهما للآخر إخلاصا لا نهاية له.
النهاية