السبت 28 ديسمبر 2024

قصة الخادمه واللص

انت في الصفحة 2 من صفحتين

موقع أيام نيوز


الناس ويلمسهم دون إذنهم فاستغربت من هدوء ذلك الفتى وهو يبتسم وينظر لي بإستخفاف مما زاد من إستفزازي وڠضبي منه فطلبت منه ان يحدثني كرجل بدلا أن يخفي وجهه كالنساء ويبعد اللثام عن وجهه ونصحته أن يعيد ماسرقه وإلا سأصرخ وأنادي على الحراس ليمسكوه ويسجنوه فتعالت ضحكات الفتى حتى كادت أن تضيق أنفاسه فازاح اللثام عن وجهه فاندهشت مما رأيته لم أظن قط أن اللصوص بهذه الوسامة فتلعثم لساني عن الكلام وغاب الصوت الخشن بتهديده ووعيده ولم أجد نفسي حينها إلا ونحن محاطان بحراس كثر وهم ينحنون للشاب فردا فردا وهم يرددون سيدي لقد خفنا عليك فانزعج الشاب واخبرني إن أعجبني بإكتشاف امره طأطأت رأسي اثناءها و أحسست بالأسف نحوه و أردت أن اعتذر له ولكنه لم يمنح لي الفرصة فغادر و الحراس تتبعه وكأنه وضع بالفعل في سجن تنفيذي على الهواء و لكن لحظة لماذا نادوه بسيدي مالذي يحدث بحق السماء في

ذلك المساء بعت القلادة بمبلغ لابأس به واستأجرت غرفة في أحد الفنادق المزرية حتى أجد منزلا مناسبا لي بعدها ففكرة رجوعي إلى منزلنا مرفوضة فأنا لا أريد أن أكون لعبة عرائس لوالدي مرة ثانية وكما توقعت كانت الغرفة لاتليق أن يعيش فيها الجرذان فما بالك بإنسان الرائحة كريهة واغراضها كلها بالية ولكن الجميل في الموضوع أن المكان يقع في وسط غابة صغيرة مليئة بالخضار ومجاري مياهها تنبع من بحيرات تعيد الروح من غربتها في الغد أردت أن أستنشق الهواء العليل بعد أن ضاقت انفاسي طيلة الليل فذهبت لإستكشاف روعة المكان توغلت قليلا في الغابة حتى وصلت لبحيرة أردت أن أغسل بها اطرافي وإن كانت صالحة للشرب سأرتشف منها القليل ولكن تفاجأت وتفاجأ هو نفسه بحد ذاته بوجود شخص لم أتوقع أن أجده مرة بهذه السهولة والسرعة
هذا أنت 
أهذه انت! 
سألته لحظتها كيف فر ثانية من كل ذلك الحرس فأجابني ببرود كعادته أنه فعل ذلك بسهولة كسابقتها كان ينظر إلى بعيد في الفراغ وهو يسألني لما فتاة شابة مثلي تجول المكان بمفردها دون خوف فما كان ردي سوى إن كان قصده عن الحيوانات المفترسة فهي لاتخيفني قدر مايخيفني غدر الإنسان فتبسم و صمت قليلا ثم قال انهخ يظهر علي انني عشت حياة قاسېة حتى تنحى الخۏف من قلبي وصمتي حينها كان ردا صريحا عن إستعلامه فتمم بكلامه المبهم بأننا نعيش ڠصبا عنا عما نحلم به ونتمناه وكأننا نساق لنيل رضا غيرنا و انفسنا تنتظر حتى ترى منا متى سنلتفت إليها كي نرضيها ونخاف أن نصارحها أنه الوقت فات على ذلك فاستغربت كيف للص أن يقول كلاما عميقا كهذا وهدوئه ورصانته شككتني أن يكون كذلك
فطلب مني أن أحدثه عني نفسي وماقصتي وكأنه
فتح لي بابا واسعا كي أدخل منه وألتجيء لشخص أخيرا حتى وإن كان غريبا يسألني فقط عن نفسي 
مرت أيام وأيام ولم يتوان الفتى قط ولو ليوم كي يقدم للفندق ويسأل عن احوالي واوضاعي بعد ماقصصت له عن كل شيئ وبعد ذلك لم أفهم هل هي شفقة وإستعطاف أم أنه شعر بشيئ نحوي كما فعلت أنا حتى ذات يوم دق الباب على غرفتي وعند فتحه قدم لي صاحب الفندق مفتاح كبير موضوع على صينية نحاس بها رسالة وانحنى لي كي ألتقطها منه وهو يقول سيدتي الفندق أصبح ملكا لك من الآن وصاعدا ضننتها مزحة منه في حتى أثبت لي العكس بعقد الملكية المكتوب على كنيتي وإسمي صعقټ لحظتها وأنا أمسك بالرسالة ويداي لايكادان أن يفتحاها لأقرأ محتواها هي حقيقة صدقي ذلك عزيزتي الفندق أصبح من الآن ملكا لك. وسيرمم من الغد حتى يكون وضعه أحسن من ذلك قومي بترتيبه وتزيينه على طريقتك أضفي لمستك الانيقة عليه و بعدها قومي بإستظافة الأشخاص المناسبة للمكان أما عن تهمتك لي باللصوصية فأنا لست كذلك بل أنا لص لبضع السويعات حتى أمنحها لنفسي فقط فأنا ياعزيزتي في حقيقة الأمر إبن سلطان المدينة إبنه الذي تمنى من قلبه أن يكون إنسانا حرا مثلك حتى ولو عاش ما عشته تماما فهناك حياة صدقيني أسوء مما رأيتها بكثير في حياتك كلها وفي الاخير سأجيبك عن سؤالك الذي يدور في خوالجك نعم أحببتك كما أحببتني وأكثر ولكن هذه الفترة سأغيب فيها عنك قد تطول أو تقصر المدة على حسب الظروف تمني لي فقط من قلبك أن أعود وداعا انتبهي لنفسك اللص الذي أحبك بكل جوارحه.
ومنذ ذلك الوقت وأنا أنتظر ذاك اللص الذي سرق قلبي كي يعيده إلي ولم يعد و متأكدة أنه لن يعود فرغم المال الوفير الذي أصبحت أجنيه وعودة عائلتي للعيش معي إلا أنني مازلت أفتقده بقوة و مشاعري تطلبه بإلحاح شديد. 
تمت القصة

 

انت في الصفحة 2 من صفحتين