مدينة العميان
انت في الصفحة 4 من 4 صفحات
هو وإخوته لن أنس نظرة الإحتقار التي رمقني بها لقد تمنيت حينها أني مت قبل أن أرى تلك الإهانة !!!
أما سعيد فلم يحاول حتى أن يسأل عن أبيه ويعتذر منه وأصبح يقضي وقته مع صفية ويتعلم منها كل شيئ اللياقة وآداب المائدة وحتى الرقص والرسم وأحد الأيام اعتصم الشيخ مصطفى بن عمار في ساحة جامع الزيتونة واحتج على تخفيض أجور رجال الدين وعجز جيش الباي فقال سعيد سأذهب على رأس الحرس وأفض الإعتصام!!!ولما وصل أخذ بندقيته وصاح إستسلم يا شيخ ولن يحصل لك شيئ !!! كان الشيخ على بعد مئات الأمتار منه وسط الناس ولما سمعه أجابه الآن يرسل الباي خدم القصر ليس لي ما أقوله لك !!! وما كاد يتم كلامه حتى عرف سعيد مكانه وأطلق عليه الڼار فأصابه في رأسه وصاح في الناس العقاپ في طريقه إليكم من يريد منكم ثقبا في رأسه مثل الشيخ
وأنت من جعلتها تعظم فضړب الباي على جبهته وصاح كم أنا أحمق !!! لقد جاء ذلك الفتى سعيد إلى قصري وتعلقت إبنتي به وعظم أمره دون أن أعرف شيئا عنه ثم بدأ يسأل عنه لكن لا أحد يعلم عنه شيئا
عن ذلك الفتى رئيس الحرس !!!
أجابه نعم لكن من أنت أجاب الشيخ ولدنا عميانا وعشنا في الستر ومن يخرج لا يعود منا ولا يرجع أبدا كما كان !!!
حك الوزير لحيته وقال أعترف أني لم أفهم شيئا فما علاقة ذلك بسعيد قال الرجل إبني عاش في بلدة بعيدة ولانغلاقها الشديد أطلق عليها الناس قرية العميان وأحد الأيام ذهب للمدينة وأصبح من حرس الباي ونسيني أنا وأمه وصار يخجل منا وفي أحد الأيام رآني أمام القصر لكي لا يراه أحد معي !!!لقد إنفتحت عينيه ولن يملئهما اليوم شيئ لا مال ولا جاه !!! فهم الوزير الحكاية وأسرع للبايوقص علىه ما سمعه فلم يصدق أذنيه وأمر أن يسجلوا كل ما يملكه رئيس الحرس وحين رأى ما في الورقة قال بدهشة والله أبوه معه حق فليس أشد جشعا من عين تبصر بعدما كانت في عماء .
وأشاحت عنه بوجهها أ درك الفتى أن كل شيئ قد انتهى فخرج يجر أذيال الخيبة كما جاء أول مرة لكن وجد أباه في انتظاره وقال له هيا نرجع يا إبني إلى قريتنا أليس هناك أفضل على الأقل لا نرى ولا نطمع في رزق غيرنا كما فعلت !!! واعلم أن الإنسان سيئ بطبعه ونفسه أمارة بالسوء لقد عشت حياتي ولم أسمع أحدا يسب أو يسرق أو ېكذب لأن العمى علمنا القناعة
أجابته قد يكون العمى أرحم من البصر وقد نجد في الظلام قناعة أنفسنا قال الباي بدهشة من علمك هذه الحكمة أجابته قرية العميان ...
النهاية