قصة أبناء الحطاب
هذه المزرعة اللعېنة والتي لا أستطيع الخروج منها وإلا احټرقت
كان ذلك منذ زمن طويل وبين فترة وأخرى يحضر لي بعض الأباء والأمهات الذين لا قلوب لهم أطفالا حديثي الولادة حتى ألتهمهم على العشاء
فأنا كما ترى وسيلتهم في غسل عارهم الڤاضح من جراء أعمالهم القبيحة ولأنه لا أحد سيأتي للبحث عن أطفال مفقودين في هذا المكان المرعب
سحبت الغولة سميرا الى المنضدة فطرحته عليها ثم رفعت ساطورا كبيرا وأرادت تقطيعه وهنا وأمام ذهول الغولة اندفعت مها من تحت السرير وهي تصرخ
فصاحت الغولة ما هذا طفل ثالث كم عددكم يا صغار بالضبط
لكن مها لم تمهلها حتى أمسكت بقدر الطعام وقذفته بكل قوتها على الغولة فارتطم برأسها واندلق الحساء الساخن عليها فأحرق وجهها فاضطربت الغولة وأخذت تصرخ وهي تبعد الحساء عن عينيها
ركض الاثنان طويلا حتى أعياهما التعب فجلسا ليستريحا خلف كومة من القش وكان القمر قد أنار بأشعته الفضية ظلام ليلتهما الباردة تلك
أجاب سمير بعد لحظات من التفكير أعتقد أن الغولة ليست بمفردها في الكوخ
تسائلت مها ماذا تعني
رد سمير ألم تسمعيها وهي تقول طفل ثالث هذا يعني أنها قد قبضت على طفل آخر قبلنا وكانت تعد العشاء لطبخ ذلك الطفل والتهامه
سمير يجب أن أعود لبيت الغولة فلربما مازال ذلك الطفل على قيد الحياة أما أنتي فامكثي هنا
نهضت الفتاة وقالت بل سآتي معك فلربما احتجت الى مساعدتي مرة أخرى
بعد زوال الخۏف والتوتر من الصغيرين عاودا التسلل خلسة نحو المنزل المخيف حتى وصلا الى حافة الشباك الخارجي فتطلعا من خلاله بحذر الى داخل الكوخ فشاهدا الغولة وهي تشحذ سکينها وقد غطت وجهها بالضماد وبالقرب منها يرقد طفل أصغر منهما بقليل وهو مقيد
بعد لحظات امتلئ الكوخ بالدخان فذعرت الغولة وفتحت الباب وخرجت الى الهواء الطلق وهي تسعل بشدة
وبعد أن ركض الثلاثة بعيدا تطلع التوأم الى ذلك الطفل فذهلا أشد الذهول عندما اكتشفا أنه ليس سوى أخيهما هاني
صاح سمير هاني ماذا تفعل هنا
أجاب هاني وقد شرع بالبكاء لقد شعرت بالغيرة لأن أبي كان يأخذكما للغابة دوني للمرة الثانية على التوالي لذا فقد تظاهرت بالنوم هذا الصباح وعند خروجكم تسللت خلفكم ولحقت بكم دون أن تشعروا ..
ثم جاء الوقت الذي فقدت فيه أثركم فرحت أتخبط في مسيري على غير هدى حتى وجدت نفسي أدخل هذه المزرعة وآوي الى ذلك الكوخ حيث عثرت الغولة علي فحبستني الى أن جئتما أنتما فأنقذتماني منها فشكرا لكما لكن بالمناسبة أين أبي
لم يفصح التوأم لهاني عن حقيقة الحطاب وما فعله بهما وبدلا من ذلك فقد أخبراه أنهما قد أضاعاه هما أيضا وأنهم يجب أن يتحركوا بسرعة ويغادروا المكان قبل أن تعثر عليهم الغولة مفترسة الأطفال
لكن وفي تلك الأثناء طار فوق رؤوسهم ذلك الغراب الأشعث وأخذ ينعب بصوت عال ليدل الغولة على مكانهم
فما كان من سمير إلا أن قذفه بحجر فضربه وجعله يرتد هاربا مخلفا وراءه بضع ريشات سوداء
لكن الغولة الغاضبة كانت قد اكتشفت مكانهم من صوت غرابها فرفعت طرفي ثوبها ثم طفقت تجري على قدميها الحافيتين نحوهم بسرعة مخيفة لا تتناسب مع عجوز مثلها
بينما كانو اولاد