الأربعاء 25 ديسمبر 2024

بين الحقيقة والسراب

انت في الصفحة 3 من 69 صفحات

موقع أيام نيوز


خياله بالظبط ويمكن تطلع أحسن كمان
واسترسل بتوضيح أكثر
علشان كدة أنا حابب شغل التصاميم الأون لاين وخاصة صاحبة ماركة ريما ستور 
بجد التصاميم بتاعتها عاجباني وفي حتة تانية خالص ليها لمحة إبداعية في التصميم مريحة جدا 
أكيد صاحبة الماركة دي إنسانة هادية وراقية علشان تتطلع لنا التصاميم بالروعة دي 

وأكمل بتمني 
مصممة بالخبرة المتجددة دي أكيد سنها معدي ٤٥ سنة علشان خبرتها في التصاميم متطورة جدا عن الباقيين إللي بيبعتوا لنا واللي نعرف عنهم كل حاجة إلا دي رافضة أي طريقة للتواصل معاها 
بجد أتمني في يوم من الأيام إني أقابل فنانة زي دي ومصممة عظيمة مينفعش تبقي مغمورة جوة التصميمات كدة ومتخرجش للعالم الخارجي وتحضر أتيليهات أنا واثق ومتأكد إن دي لو ظهرت هتكسر الدنيا.
حمحم علي بصوته وأخذ التصميمات المطبوعة وأعطاها له قائلا
أتمني ذلك بس ساعتها لما منافسين كتير يحاولوا يخطفوها أو يحتكروها متزعلش 
واسترسل وهو يمد يده بالتصميمات 
إتفضل ياسيدي التصميمات الجديدة أهي 
إللي استلمناها أول الأسبوع بص عليها كدة وشوف إللي هيعجيك ايه وشوف إللي عايز تعديل أبعته تاني يتعدل .
أخذ منه التصميمات وتحدث بعملية وهو يتطلع إليها دون أن ينظر له 
السوق علمني إن الكف السابق غالب يابني يعني دي أول مايجي في بالها فكرة الظهور مش هتعدي من تحت إيد مالك الجوهري 
ودة مش غرور مني ولا حاجة لأ دي خبرة سنين اكتسبتها من خلال ممارستي للعمل من أول مابتديت إنت عارف أنا المصانع دي ولا ورثتها ولا
جات لي كدة من الهوا 
تعبت فيها وعملتها من الصفر وطبعا نجاحها يرجع أولا لفضل ربنا عليا في إنه رزقني التوفيق وللعمال إللي وقفت جمبي وسندتني من البداية لحد إللي وصلت له 
واسترسل بدهاء
وبعدين إنت قلت لي قبل كدة إنها اتعرض عليها عروض كتيرة جدا من منافسين حوالينا وهي كانت دايما بترفض 
وقالت لك إنها يستحيل تسيب الكيان إللي ابتدت واتطورت وحققت نجاح معاه 
صح ولا أنا غلطان 
وافقه علي حديثه وأجابه بتأكيد 
صح جدا يامالك ريما ستور بالذات فيها حتة الوفاء للي بتشتغل معاهم ومش ماشية بمبدأ اللي يغريها بفلوس أكتر تروح وراه 
هي شايفة إن إسم الجوهري أضاف ليها ولسه هيضيف لها كتير علشان كدة مكملة وهتكمل معانا إن شاء الله 
وظلا يتحدثان في أمور المصنع والتصميمات لمدة 
إلي أن دق الباب ودخلت السكرتارية مرددة بعملية
مالك بيه الأستاذة نهال برة وعايزة تقابل حضرتك 
ضيق عينيه بزهق وردد باستنكار
قولي لها مالك بيه مشغول 
وكاد أن يكمل إلا أنه وجدها ټقتحم المكتب بكل غرور وابتسامة سمجة قائلة باستسماح 
معلش يامالك عايزاك في حاجة مهمة ومش هعطلك كتير
ممكن
أشار بعينيه للسكرتيرة أن تتركها وتغادر 
وقام علي من مقعده وهو يلملم أشياؤه قائلا باستعجال
طيب أنا همشي أنا بقي ورايا مقابلات كتير اشوفك في الميتنج بالليل متنساش سلام .
لأ مش هنسي مع السلامة 
رددها مالك بهدوء ثم نظر إلي الجالسة تنظر له بتبجح وقال ببرود 
خير إن شاء الله إللي جايب نهال هانم لحد عندي وبدون ميعاد سابق 
رمشت بأهدابها بتوتر ورفعت مقلتيها تنظر داخل عيناه كطريقة منها للتأثير عليه كقبل ذلك وأردفت بعتاب 
كدة يامالك دي مقابلة تقابلها لي بعد المدة الطويلة إللي مشفتكش فيها 
مكانش العشم برده .
دق بقلمه على مكتبه ليبين لها عدم اهتمامه لثرثرتها وأوضح بسخرية
عشم إيه إللي بينا يانهال إللي بتتكلمي
عليه 
العشم ده تبليه وتشربي مايته وتقولي الحمدلله وراه إني رضيت اقعد معاكي أصلا .
استمعت
لحديثه وقالت بحزن مصطنع 
للدرجة دي هنت عليك تقول لي كدة 
للدرجة
دي هانت عليك عشرة ٨ سنين جواز واتنين خطوبة !
ضحك
بصوت عالي دليلا على الاستهزاء بكلامها وأكمل وهو يحك ذقنه بتساؤل
إنتي مصدقة نفسك والكلام العبيط إللي إنتي جاية تقوليه ده 
خلاص مالك بتاع زمان إللي اتحايل عليكي هو وأمه إنك تفضلي جمبه ومتسيبهوش علشان خاطر أزمة صحية مسيري هتعالج منها وبالرغم من كده بينتي أصلك بدري أوي 
واسترسل بسخرية
يابنت الأصول .
قائلة بندم صادق
كنت لسة صغيرة وڠصب عني ضعفت من ضغط ماما وإللي حواليا ورجعت لك دلوقتى ندمانة ومشتاقة ومن الآخر عايزاك يامالك قلبي 
وبحركة مفاجأة منها
إنتي إزاي يابني آدمة إنتي تسمحي لنفسك تقربي مني بالمنظر ده يامحترمة !
عيب
علي الحجاب إللي لايمت بالحجاب بصلة اصلا إللي إنتي لابساه 
وذهب إلى
الباب وأشار بيديه كطريقة لطردها مرددا پعنف
ودلوقتي حالا إتفضلي اطلعي برة معنديش وقت أضيعه معاكي 
ثم اتسعت عينيه بحدة كحدة عيون الصقر مردفا بصوت عالي
إتفضلي وياريت مشفش وشك هنا تاني .
قامت وهي تحمل حقيبتها پعنف وأردفت بتوعد جراء كرامتها المهدورة وهي تقف أمامه مرددة 
هتندم يامالك وهتدفع تمن طردك ليا من هنا واستهزائك بيا 
ثم خرجت بسرعة غاضبة من مكتبه تدل على ڠضبها الشديد واستيائها من مقابلته لها الغير متوقعة في عقلها بالمرة .
أما هو بعد خروجها حدث حاله وهو يضرب بكف علي كف
قال ياقاعدين يكفيكوا شړ الجايين 
وذهب إلى مكتبه وطلب فنجانا من القهوة كي ينزع عنه صداع الرأس من تلك الشمطاء التي كانت تجلس معه الآن .
أما هي بعد خروجها ركبت سيارتها وجلست بها وأمسكت هاتفها وهاتفت شخص ما مرددة بعصبية 
أيوة ياست هانم هو ده اللي قلتي لي ده الوقت الصحيح إللي هترجعي له وهيقابلك 
أجابها الطرف الآخر
اهدي بس إيه إللي حصل لعصبيتك دي 
جزت علي أسنانها پغضب ونطقت بسخرية
البيه طردني طردة الكلاب من مكتبه وكأني حشرة وعاملني بمنتهي البرود 
أنا نهال الدين يتعمل فيا كده
واسترسلت بتوعد
والله لا أندمه علي إللي عمله معايا وهدفعه التمن غالي 
وظلا يتحدثان بتخطيط كل منهم علي هواه 
البارت الثاني
في منزل باهر الجمال زوج ريم عصرا
عاد باهر من عمله فهو يدير مع أخيه سلسلة المطاعم المشهورة في الإسكندرية بالأسماك البحرية ذات النكهة المميزة بمطاعهم 
ليتناول وجبة الغداء مع زوجته وأبنائه فهو عكس أخيه يحب التجمع مع أبنائه علي طاولة
الطعام
دلف إلي داخل المنزل وصعد إلي الطابق الثاني لكي يسلم على والدته ويطمئن عليها أولا 
دلف إليها بوجه مبتسم وهو يقبل رأسها
إزيك ياماما عاملة إيه يابرنسيسة اسكندرية بحالها .
واسترسل وهو يغمز لها بمداعبة
إللي يشوفك كدة ميقولش عندك شابين طوال عراض زيي أنا وزاهر .
الله أكبر عليكوا ياحبايبي ربنا يحرسكم ويحميكم من العين يااارب .... قالتها والدته بصدق 
وأكملت بنبرة متهكمة 
بردوا جاي علي ملى وشك علشان تتغدي مع البرنسيسة ريم هانم 
ماكنت اتغديت مع أخوك ماهو مبيجيش زيك كدة كل يوم ويتعب نفسه 
ولا الست ريم هانم تزعل وتعلق لك المشنقة.
استوعب سؤالها وأردف
بنبرة عتاب محاولا تجنب سخريتها 
ليه ياماما ديما مش مت ريم وديما شايفاها زوجة الإبن المتسلطة والمتحكمة 
واسترسل بعتاب 
علي فكرة بقي إنتي مربية رجالة مفيش حريم بتحكم هم كل الحكاية إني بحب أتجمع مع ولادي ومراتي علي سفرة واحدة 
وكمان بابا الله يرحمه معودنا علي كدة كان يسيب شغله ويجي يتغدي معانا.
لوت شفتيها بامتعاض وأردفت بنفس سخريتها
ولما إنت راجل كدة زي ما بتقول سايب البرنسيسة تشتغل رسامة وخياطة ليه !
هي محتاجة فلوس علشان تجرسنا وسط الناس بشغلها علي النت 
انتصب قائما كي ينهي الجدال العقيم الذي لايسمن ولا يغني من جوع مع والدته وأردف وهو ينظر إليها باستعطاف
ياماما قلت لك مېت مرة ريم مبتشتغلش علشان الفلوس
ولا علشان محتاجة 
وبعدين ليه مسمية شغلها ده خياطة أو رسامة مع إن دي مهنة عظيمة لكل ست بتشتغلها علشان تحسن من مستوي حياتها وتقف جنب جوزها 
واستطرد بتفهم 
ريم مصممة ياماما ومصممة شاطرة جدآ وموهوبة وبتشتغل بهدف تضييع الوقت علشان متحسش بملل 
ولا إنتي عايزاها تبقي زي هند قاعدة مع دي شوية ودي شوية وجايبة لجوزها مشاكل .
اقتنعت بحديثه لكن عن هند فقط وأكملت بتشبس 
وليه متكونش زي اختك ماهي ولا بتقعد مع دي ولا دي ولا بتجيب مشاكل وبردوا حافظة قيمة جوزها ومركزه وسط الناس .
تأفف بضيق وتحدث بحدة
لو سمحتي ياماما ياريت متتكلميش معايا في الموضوع ده تاني ريم شخصية وأختي شخصية وطالما مراتي في حالها ومبتجبليش مشاكل خلاص .
أمسكته من يده وأجلسته كي تراضيه لأنها رأت علامات الضيق ارتسمت علي وجهه 
ياحبيبي أنا بقعد باليومين هي فوقي وأنا تحتها ومبشفهاش 
وأكملت وهي بحزن مصطنع
والعيال ولادك
بيوحشوني وببقي نفسي أشوفهم وهي مبترضاش تنزلهم إلا ورجلها علي رجلهم .
ربت علي ظهرها مرددا بحنان
خلاص ياماما هتكلم معاها في موضوع النزول والولاد ده أما موضوع التصميم والهواية إللي هي بتحبها معلش ياأمي اعذريني .
إبتسمت بانتصار لاعتقادها أنها مغصت اليوم علي ريم ورددت بخبث
لأ ياحبيبي متتكلمش معاها أنا مش عايزة أعمل
لك مشاكل مع مراتك وتقول لك
أمك ومش أمك آه .
ولا مشاكل ولا
حاجة ياحبيبتي ريم عاقلة ودماغها كبيرة
...قالها باهر وهو منتوي الخروج مودعا والدته
وصعد إلى شقته في الطابق الرابع وهو ينفض جميع ما قالته له والدته عن باله .
دلف المنزل وما أن استمع ولده الصغير مجيئه هرول إليه مسرعا بسعادة عارمة 
وأخذه بين ه مرددا بإبتسامة
حبيب بابي إللي واحشني قد الدنيا بحالها 
ونظر يمينا ويسارا متسائلا بلهفة 
آمال فين مامي 
خطت إليه كعادتها عند عودته من الخارج 
استقبلها مرددا بحب
حبيبتي الجميلة إللي واحشاني جدا .
وأردفت بإبتسامة عذبة
حمد لله على السلامه ياقلبي إنت كمان واحشني جدا 
واسترسلت وهي تشير إلى الطاولة 
يالا ياحبيبي اقلع الجاكت واغسل ايديك أنا جهزت الأكل علي السفرة 
بسرعة بقي علشان احنا جعانين جدا ومستنينك ومرضيناش ناكل حاجة خالص إلا لما تيجي .
ذهب إلي المرحاض كي يطهر يداه وتحدث
حالا أهو هغسل إيدي وأجي لكم يا حبايب بابا 
وجلست العائلة الصغيرة مجتمعين علي طاولة الطعام بكل حب وألفة متسامرين بضحكات ومشاغبات باهر مع أطفاله وزوجته ريم 
وقرر أن يقضي باقي يومه معهم 
ريم لها ولدان من باهر عمر في سن الخامسة من العمر وياسين عمره شهرين فقط .
في منزل جميل المالكي 
تقف راندا ووالدتها فريدة في المطبخ يجهزون الطعام 
فراندا أتت لتقضي اليوم هي وأبنائها مع والدها ووالدتها وأخيها لأنها ستسافر إلي زوجها في نهاية الأسبوع 
فريدة بحزن 
يعني خلاص يا راندا هتاخدي الولاد وتسافري آخر الأسبوع 
واسترسلت بوحشة وهي تنظر إلى احفادها
أنا متعودة علي وجود الولاد حواليا بجد هفتقدهم اوي ومش عارفة هستحمل بعادك وبعادهم إزاي 
احتضنتها راندا وقبلتها من وجهها وأردفت بحب
ياحبيبتي إنتوا كمان هتوحشوني أوي متتصوروش ببقي متضايقة علشان خاطر هبعد عنكم التلت شهور دول كلهم 
واسترسلت وهي ترفع يداها الاثنتان 
ولكن ما باليد حيلة يا أمي للأسف ظروف الشغل
هنا في البلد صعبة جدا ولو إيهاب فكر يرجع مش هيلاقي مكتب يعيشنا المستوى الاجتماعي والمادي إللي إحنا
عايزينه .
رد عليها رحيم أخيها وهو يخرج من غرفته 
طب ياروني ما كفاية كدة ويرجع يفتح له مكتب هنا ورزقكم علي الله .
وجهت أنظارها تجاه أخيها وأردفت بعملية 
للأسف يارحيم سوق العمل هنا بقي صعب والجنية قيمته قلت جدا وزيد عليهم كمان إن كل الفلوس إللي بيبعتها لنا إيهاب يدوب عملنا بيها الفيلا بتاعتنا ولسة كمان بنشطب فيها 
قدامنا سنة
 

انت في الصفحة 3 من 69 صفحات