قصه بقلم فاطيما يوسف
بابتسامة تنم عن قلبه الأبيض النقي
_ الشرف لينا ياباشا نورت مكتبي.
شكره بامتنان لحسن استقباله ومعاملته التى تدل على شهامته في قبول الإعتذار بصدر رحب ثم غادر الغرفة وخرج على الفور ذاهبا إلى نفس ذاك العنبر لعله يلقاها ثانية هناك
و بالفعل ذهب إلى العنبر وجدها تباشر الكشف على المرضى بعملية جادة فبدأ هو الآخر عمله حتى وصل إلى الحالة التى بجانب حالتها فوجد المړيضة تسألها
وأكملت المړيضة تساؤلها وبدا القلق على معالمها جليا وهي تنظر إلى ذاك المحلول المعلق
_ هي العملية بتاعتي منجحتش
اجابتها فريدة بابتسامة بشوش كي تجعلها تطمئن
_ لااا ازاي بقى داي نجحت مية في المية بس علشان رئيس القسم حدانا اهنه مبيخرجش أي حالة إلا لما يطمن عليها انها عدت مرحلة الخطړ .
_ بعد اذنك يادكتورة حابب أوضح لها أكتر .
حركت فريدة رأسها بكل أريحية فهي من النوع صافي القلب وطالما اعتذر منها كأن شيئا لم يكن
أما هو نظر إلى المړيضة شارحا بالتفصيل
_ شوفي يا آنسة الدكتور في عملية الزايدة والمرارة بالذات لازم يتأكد بعد العملية وتقفيل المنظار ان كل حاجة في مكانها الصحيح خاصه ان ممكن الأجهزه اللي بيشتغل بيها ما تبقاش معقمة كويس بتعمل مشاكل خاصة مع صغار السن فممكن من المشاكل دي يحصل حوارات لا غنى عنها بالنسبه للست فلازم يعدي على عمليتك 24 ساعه تكوني متواجدة هنا معانا نتأكد ان كل حاجه سليمة مية في المية وده طبعا لمصلحتك فمتتعجليش .
ثم أكملا كلاهما عمله وكل منهم يدعى الانشغال ويحاول جهدا أن لاينظر للآخر .
في منزل سلطان كان يجلس في بهو المنزل في الحديقة الخاصة به هو وزينب ويبدو على وجهه الوجوم من تصفيق زينب التى تهلل بفرحة وهي تعد أوراق الكوتشينة الرابحة معها أكثر منه
ثم أكملت بنفس الشموخ المصطنع
_ علشان تعرف بس إن زينب مش شوية وتلعب بورق الكوشتينة لعب اكده .
زمزم سلطان بغيظ منها فهو في موقف الخاسر والرجل الخاسر من زوجته في وجهة نظره يغ لي من داخله ثم هتف وهو ينفث دخان الشيشة التى أمامه وهو يحاول كبت غي طه منها
ضحكت ضحكة عالية تعني في جوهرها الشماتة من كلامه ثم مطت شفتيها للأمام بطريقة جعلته اغتاظ منها وهتفت وهي تجمع الأوراق وبدأت بتفنيطها
_ والله أي واحد مغلوب وخصوصي لما تكون اللي غالباه مرته لازم يقول زيك اكده بس متتكسفش ياخوي ويالا نلعبوا دور تاني .
_ له مليش نفس للعب دلوك .
_ وه ! هتنسحب علشان اتغلبت يا أبو السلاطين .. جملة استفزازية نطقتها زينب بكيد ثم عقبت عليها كي تثير غيظه أكثر
_ لعلمك بقي المسحوب مغلوب واني اكده اللي هكون غالباك النهاردة.
نفث دخان التبغ الذي يتجرعه وهو يردد بهدوء كي لا تهنئ بشماتتها
_ عادي هو إنت غلبتيني بالسيف ولا ايه دي لعب عيال وأني اتنازلت ولعبتك علشان متقوليش انت مهمل وياي والحوارات الهبلة داي بتاعت حريم اليومين دول.
رفعت حاجبها وقد اغتاظت بشدة من كلامه وكادت أن ترد إلا أن كلاهما استمعا الى صوت يدلف عليهم كالزعابيب جعلهم هلعوا منها ولم تكن إلا رحمة التى ق ذفت حقيبتها بهوجاء
_ أنى عايزة أطلق مرايداش اني الجوازة داي
انتفض سلطان كمن ل دغه عقرب من خرافات ابنته التى تفوهت بها وق ذفتها كالق نبلة في وجههم مما جعله غض ب غض با لم تراه تلك الرحمة من قبل وهو يركل تلك الشيشة بقدمه مما جعل الن يران عبرت بجانبها فأصيبت بالهلع من رد فعل والدها التى لم تتكن تتوقعه بتلك
الدرجة وفي لمح البصر وقف أمامها ممسكا بكتفها هادرا بها وهو يهزها بع نف
_ حړق اللي جابك يابت المركوب انت
طلاق ايه دي اللي هتتطلقيه يابت زينب !
دي انت جايك أيام هتشوفي فيها الويل على يدي يابت زينب .
لكزته زينب في كتفه هادرة به
_ جرى ايه يا سلطان هي دلوك يابت زينب يابت زينب
وأكملت وهي تجز على أسنانها پغضب من نعته لرحمة بها وكأنها لاتنعت إلا في البلايا وهي تؤكد له بنبرة ساخرة
_ كانك مواعيش إنها اسميها رحمة سلطان ياخوي !
اتسعت مقلتاي ذاك السلطان من عقل زينب الفارغ كما سمعت أذناه الآن ثم وجه أنظاره إليها هاتفا بتهكم وهو يض رب كفا بكف
_ زينب عدي يومك دي انت كماني مواعيش بت الجزم داي هتخربط كيف في حديتها .
رأت زينب أن علامات الشړ تتطاير من عينيه فرمشت بأهدابها ثم تراجعت للخلف قليلا عندما رأت بروز عضلاته غض با من خرافات رحمة ثم حركت رأسها للأمام موافقة على ما قاله ثم خطت بأقدامها تجاه ابنتها وهدرت بها
_ انت يازفتة هتطلعي بلاوي من بوقك !
وبتستعبطي وهتخليني اديكي باللي في رجلي دلوك ومهخليش فيكي حتة سليمة
واسترسلت حديثها وهي تسألها بنبرة يصحبها التهكم
_ والكونتيسة الهانم عايزة تتطلق ليه
دي انت لسه بقالك
شهر مكتوب كتابك وعايزة تتطلقي يا أم دماغ ضارب انت وكماني فرحك باقي له أيام ! عايزة سيرتك توبقى لبانة على لسان اللي يسوى واللي ميسواش لجل عقلك المفوت دي
أما سلطان حذرها بنبرة حادة وحاسمة
_ الله الوكيل يابت إنتي لو الكلمة داي نطقتيها تاني له دفنك حية مكانك سيبك
عاد من دلع البنتة الماسخ دي اصلك شردتي ودماغك لسعت وهبت منيكي ولو عايزاني أفوقك وأعقلك كرريها تاني
اكده وأني هق طع لسانك دي .
كانت تقف ترتعش أمام أبيها من شدة غضبه الذي لم تراه منذ كثير ولأول مرة يتعامل معها بذاك الع نف ثم تمتمت بنبرة أكثر هدوءا أمام أبيها
_ يا بابا أني من حقي وقت ما أحس إني مش مرتاحة أبعد ودي حق عطهولي الشرع والقانون مبطلبش أني حاجة شينة لاسمح الله .
_ لساتك هتخربطي في الحديت يابت .. جملة استفهامية مغلفة بالاستنكار نطقها سلطان ثم عقبت عليها زينب
_ يوبقى حقك لما الجدع يكون فيه حاجة تعيبه لاسمح الله لكن دي اسم الله عليه راجل وشهم وابن ناس والعيبة مهتطلعش منيه واصل يابت بطني
ثم تابعت حديثها بنبرة تأكيدية حاسمة
_ أني واثقة انك انت اللي هتشيبي شعر الجدع دي من قوتك وجموديتك وراسك الناشفة داي .
هدر سلطان بها هو الآخر
_ الراس الناشفة والجمودية داي هك سرها لها وأربيها من أول وجديد
واسترسل حديثه بنبرة جادة وهو يسألها
_ عميلك ايه بقي علشان تنقمي عليه اكده احكي لي حكاويكي اللي شبه سحنتك حكم أنى عارف حكاوي بنتة اليومين دول
ثم نظر إلى زينب قاصدا إياها هي الأخرى بتلقيحه
ماهو التلفونات والنت والمخروب السوشال دي هياجي من وراه ايه غير إنه فتح عينيكم من العرى والفضايح اللي هتشوفوها .
رفعت زينب حاجبها بغيظ ولكنها فضلت الصمت الآن فهو في عز غضبه لن يرى أمامه أما رحمة
اهتز داخلها خوفا من تساؤل أبيها ولم تعلم بما تجيبه فصمتت قليلا فزمزم أبيها بغيظ من صمتها ثم تمتمت بنبرة خاڤتة وهي تومئ رأسها للأسفل وتفوهت بكلمة واحدة فقط
_ طلع خاېن .
_خاين كيف قفشتيه مع واحدة اياك يابت سلطان .. نطقتها زينب بنبرة استفهامية كائدة وهي تنظر إلى سلطان كأنها تردها له فلفح جلبابه پغضب من زوج الاثنتين الواقفتين أمامه وجعلاه ضاق ذرعا
فأجابتها رحمة وهي تحرك رأسها بنفي
_ له ماهر ميعملش اكده واصل .
اندهش كلتاهما ثم سألها سلطان وقد امتلأ الكيل زهقا منها
_ أمال إيه يابت ماتنطقي وتخلصينا .
فركت يديها بتوتر ولم تعرف بما تجيبهم فلو قصت عليهم السبب الذي تريد الطلاق من أجله حتما سيق ذفها أبيها بتلك العصاة التي بيده ولكنهم لم يستطيعوا الشعور بالني ران التي تن هش داخلها غيرة على رجلها من تلك الأنثى الدخيلة عليهم وحتما سيرونه شهما
بفعلته تلك فتحدثت بكلمات واهية كي تقنعهم بها فقط
_ يابوي معدتش مرتاحة وحاسة اني اتسرعت في قرار الجواز مني ومن حقي اي وقت اني ما اقدرش اكمل ما اكملش مكبرين الموضوع ليه عاد .
نفخ سلطان بضيق من هرائها ثم اقترب منها وهو يشير بسبابته تحذيرا لها بنبرة لا تقبل النقاش ابدا
_ طب شوفي بقى لو ما سبتكيش من الدلع والحوارات الفارغة بتاعه البنات اليومين دول لاني اللي هروح للجدع بنفسي وهقول له البت داي جامدة وقوية وعايزك توبقى حمش وياها
يا اما هتقولي سبب يصدقه عقل
يعني مد يده عليك
شتمك
قفشتيه مع واحدة في وضع لا سمح الله
لكن غير اكده وهتقولي لي ما مرتاحاش وحديتك الماسخ دي الله الوكيل لو سمعت الكلام ده منيكي تاني له دفنك بيدي حية يا بت زينب وأخر كلام ما عندناش بنتة تطلق وهي مكتوب كتابها والخلق يجيبه سيرتها عمال على بطال ولاخر مره بحذرك يا رحمة تسيبك من الجمودية اللي فيكي داي وتحمدي ربنا إنه رزقك براجل حلال وولد ناس .
حركت زينب راسها بموافقه وهي تمط شفتها للامام واكملت على حديثه وهي تلكزها في كتفها
_ دي كفاية انه هياخدك عارفة يعني ايه هياخدك يعني هياخد بلوة الله يعينه الجدع والله .
تركها كلتاهما بعد ان ع نفوها بشدة على ما تفوهت به فدقت اقدامها في الأرض غ ضبا من فشلها في محاولة وقوف والديها بجانبها وتخليصها من ذاك الخائڼ من وجهة نظرها ولم يتبقى لديه سوى عمران كي يقف جانبها ويقوم بتطليقها فهي رأسها يابس ولن تتراجع فقد خذلها وفضل عليها تلك الشمس وفضل أن يقف بجانبها مقابل أن تتشتت علاقتهم وهذا ما لا يقبله عقلها ولا قلبها ولم ولن تستسلم مهما طال الوقت
سمعت صليل سيفه يتدفق إلى قلبي
ثم ألقت الهاتف ودلفت الى الحمام كي تنعم بحمام دافئ يجعل داخلها الثائر يهدأ قليلا.
تجلس على مكتبها وكل تركيزها على الأوراق التي بيدها وتحاول إعادة ترتيبها بنظام اعتادت عليه فهي دوما تحبذ النظام وتعشقه أما هو دلف بطلته المرحة وقدميه تسابق الريح بخطواتها كي يراها