ساعديني
الحلم وكان إسمه على ما اتذكر أحمد وقف جانبي وسمع كل كلامها اللي وجهته ليا بص ليها وقالها إبعدي عن ورد لو كنتي مكرة إني بحبك إنتي تبقي غلطانة وكل كلمة قولتيها لورد زي اني مش بحبها مثلا فأحب أقولك إنك غلطانه
هي حياتي وروحي وكل حاجة ليا جتلي في وقت كنت رافض فيه كل الناس وهي بطفولتها وبراءتها قدرت تحركني وتخليني اسمح ليها تتكلم وتحكي وتقعد معايا وده مبيحصلش مع حد غيرها قدرت تحرك جوايا مشاعر ليها مش هقولك تاني ملكيش دعوة بيها
صوت جوايا بيسأله عن كل كلامه ده حقيقة ولا مجرد كلام قولته عشان تسكت بنت خالتك وتبعدها عنك وكنت أنا الأداة اللي استخدمتها في الحوار كله وصوت تاني بيقولي هو قال كل كلمة من قلبه وبيتمنى إنك تكوني فهمتي قصده وإن كل حرف طلع منه حقيقي مش مجرد كلام ليها ملهوش أساس
أنا شكلي حبيته ولو شوفته واتأكدت أنه موجود فعلا هحبه أكثر واكتر قولي عني عبيطة مجنونه قولي اللي تقوليه بجد انا طول عمري بستغرب ازاي حد يحب حد تاني من غير ما يشوفه ويتعلق بيه كده
ورد
مسحت دموعي اللي نزلت من خۏفي وحيرتي ورديت عليها
عارفة هتقولي إيه والإجابة ايوا أنا هدور عليه هتمنى احلم بيه تاني هدعي نلتقي في يوم من الأيام أنا الشعور اللي حسيت بيه معاه مش ضامنه إني هحس بيه تاني
مش عارفه بقى بجد يالا نروح نصلي العشاء
اتمشينا لحد المسجد وبدأنا نصلي وأنا واقفة سمعت صوت الشيخ بيقول آية طمنتني ادتني أمل إني ألاقي اللي بدور عليه الآية كانت بتقول
وقال ربكم ادعوني أستجب لكم
حسيت بنفس الفرحة اللي كنت فرحاناها في الحلم وقررت اني ادعي وكانت أول دعوة ادعيها في اليوم ده في صلاة العشاء وبدأت أدعي كل يوم ربي يجمعني بالشخص اللي حلمت بيه
بعد ما دعيتي ربنا يجمعك بجدو
يعني ده سؤال يتسأل يعني لولا استجابة دعائي كان زمانك جيتي دلوقتي إنتي وأمك
سامعة سيرة امها بتتجاب في الكلام خير
كنت بحكي ليها قصتي مع أبوكي وعن عظمة ربنا واستجابة دعائي
تقريبا ياماما القصة دي مسيبتيش حد من عيلتنا غير لما حكيتيهاله
ده حب من العيار التقيل ده فين ابو حميد يسمع
ومن قبل ما أشوفه وانتي الصادقة
جه من ورايا وكأننا لسة شباب بدماغي على كتفه وحسيت بنفس احساس الطمأنية اللي كنت بحس بيه في أول يوم شوفته في الحلم
هو أنا ممكن أدعي ربنا بأي حاجة نفسي فيها ياتيتا
طبعا ياعيون تيتا هتخشي تتوضي وتلبسي إسدال الصلاة
وتدعي وانتي بتصلي بكل اللي نفسك فيه ولو يأستي وحسيتي ان ربنا مش بيستجاب الدعاء افتكري دايما قصة سيدنا يوسف وأبوه يعقوب اللي دعى ربه
40 سنه يجمعه بإبنه يوسف عليه السلام وقصة سيدنا يونس وموسى وخدي الأنبياء مثال ليكي في كل حاجة
الدعاء بيحقق المستحيل القيام بيحقق المستحيل ربنا موجود وسامع دعائنا في كل وقت بس المهم اننا ندعي ومنقصرش في حق ربنا ونرضيه عشان هو يراضينا
بعد يوم طويل دخلت أوضتي أنام لكن مالقيتش أحمد فيها جيت اخرج اشوفه كان هو دخل وسند على الباب وإبتسامته على وشه نام جانبي وفرد دراعه أنام عليه وغمضت عيوني وإتمنيت ربنا يبارك في حياتنا
أخاف أن ينتهي عمري قبل أن تجمعني بك رحلة أنام في منتصفها واضعا رأسي على كتفك
حكاوي ورد
ل ندى ناصر
تابعوا القصه السابعه
لو سمحت ممكن توديني المكان ده وهديك اللي تطلبه
بصيت للورقة اللي فيها العنوان وقولتله
هتدفع كتير
كام يعني
إركب وانت هتعرف
ركبت معاه ومهتميتش للمبلغ اللي هدفعه لازم أوصل للمكان ده مهما كلفني التمن أنا ضيعت فرص كتير من عمري وكان الطريق وقتها سهل لكن دلوقتي مبقاش فيه فرصة تانية
ممكن تسرع شوية
مش هينفع ازود سرعة زيادة عن كده لازم تصبر
كده الميعاد هيفوتني بصيت للساعة في ايدي لقيت فاضل ربع ساعة والمكان بعيد ومحتاج وقت أطول عيوني وقعت على سواق التاكسي لقيته بيبصلي في المراية وبيضحك ضحكته جميلة ومريحة لكن وراها حاجة بصيت في الورق اللي معايا وبعد خمس دقايق رفعت عيوني منه ومازال باصصلي في المراية ومبتسم لي استغربت نظراته ليا فقررت أسأله
ممكن أعرف بتبصلي كده ليه
شايف في عيونك أمل
بمعنى
أنت خريج ايه
حقوق ليه
شوفت فيك شاب في العشرينات كان راكب تاكسي وعيونه في الورق اللي معاه ومن كتر توتره لميلحقش المقابلة وبسبب إشارة مرور وقفته قرر ياخد طريقه جري وأول ما وصل اترفض لأسباب مجهولة اللي عرفه من راجل الأمن ان مفيش واسطة رغم ان شهادته وملفه يشرفوا لكن اترفض
أنت بتفول في وشي ياعم الحاج ولا ايه وبعدين كل شيء قسمة ونصيب ونصيب الشاب ده مش في الوظيفة اللي رايحها
لا مش بفول في وشك ولا حاجة وعايز اعرفك كمان أنه اتقبل فيها بمجرد ما راجل ليه كلمة وإسم معروف في البلد اتوسط ليه لكن الشاب ده حب يعلمهم درس
بصيت ليه بفضول وهو بياخد نفس طويل اللي في ايده وبيخرجه بلا مبالاة وقولتله يكمل اللي حصل لكن زادت حيرتي لما لقيته ضحك
ليه كل مبكلمك بتضحك قولي ايه حصل وايه هي الوظيفة اللي اترفض منها عشان مفيش معاه واسطة ولما بقى معاه واسطة ايه حصل ودرس ايه اللي اتكلمت عنه
مسكت فرامل فجأة ووقفت التاكسي وقولتله
حمدالله على سلامتك يابيه انت وصلت
بصيت ليه ورجعت بصيت للمكان وكان مكتوب بالخط العريض أمن الدولة قبل ما أنزل حسيت إني عايز أكمل باقي الحكاية فسألته
ايه اللي حصل مع الشاب اللي حكيت عنه لسة عايز اعرف أكتر
شاورت على البوابة الرئيسية للمبنى وقولت
الباب ده بمجرد ما تدخله هتعرف كل حاجة أنت محتاج تعرفها
حسيت كلامه كله الغاز مهتميتش كتير وقررت أدخل اكمل مهمتي اللي جاي عشانها وقبل ما اقفل باب التاكسي طلعت من جيبي آخر ١٠٠ جنيه معايا وبصيت ليه بإبتسامة بادلني زيها
عايز كام
عايز حاجة أهم من الفلوس
مش فاهم قصدك
شغلت العربية وبصيت ليه قبل ما اتحرك وسيبت ليه جملة
وأنا قدك كنت لابس نفس بدلتك وفي ايدي الملف بتاعي ونفس نظرة الأمل اللي في عيونك كنت حاسس بيها دخلت بكل حماس وأمل خرجت مكسور الخاطر فاكر في اليوم ده إن مكانش في جيبي غير هي خمسة جنيه
الخمسة جنيه دي على أيامي كانت مبلغ يعادل ال ١٠٠ جنيه اللي ماددهالي دي دفعتها لمواصلاتي ويادوب الباقي منها سد جوعي عشان كده مش هاخد منك الفلوس ولو لينا نصيب نتقابل تاني
هيبقى فيه كلام اكتر من كده ربنا معاك ويكون نصيبك أحسن من نصيبي
بصيت ليه بذهول وهو ماشي معقول فيه ناس لسة بتفكر في غيرها فيه ناس لسة بالطيبة دي ابتسمت ودخلت من البوابة وجوايا توتر غير طبيعي الوضع آمن لكنه غير مريح بع ما انتهى التفتيش والتحقيق لمدة ربع ساعة على أول بوابة دخلت وانتظرت إسمي يتنادى عليه
انتظرت كتير وكل ما بشوف شخص داخل قبل مني وخارج قلبي بيدق أكتر لأن دوري بيقرب فضلت على الحال ده كتير والاستغفار كان بيهون عليا لحد ما جه الوقت اللي هدخل فيه واعمل إنترڤيو
دخلت القاعة وبصيت على كل زاوية فيها كانت كبيرة لدرجة مقدرتش اتخيلها تقريبا عمري ما شوفت مكان اوسع من كده انبهاري كان باين على وشي وإختفى بمجرد ما سمعت صوت الشخص اللي قاعد على المكتب وبيقولي أقعد
ال cv بتاعك لو سمحت
مديت ايدي ليه وفتح ال CV وبدأت أراقب ردود أفعاله مع كل صفحة بيقلبها لحد ما قفله بدأ يسألني شوية أسئلة رسمية وكنت
بجاوب بكل ثقة لحد ما وقفت عند سؤال خلاني أحس إن خلاص حلمي مش هيتحقق وكان السؤال هو
معاك واسطة
بصراحة يا فندم لا لكن معايا الأحسن منها
متوقع إنك هتتقبل
وليه لا
تقريبا مفيش أي مكان بتتقبل فيه غير بواسطة لكن خليني اشوف إيه الأحسن من الواسطة اللي قولت عنه
تفتكر مين غير ربنا
كلامك ده سمعته كتير قبل كده وللأسف مينفعش هنا ربنا معانا كلنا لكن دي قواعد وقوانين شغل لازم تتنفذ
ملفي أكبر وأعظم واسطة بعد ربنا يخليني أتقبل في أي وظيفة قولي انهي قانون نص على إن المواطن المصري لازم يكون معاه واسطة عشان يتقبل في وظيفه في بلده
إطلع بره
بتطردني عشان بتكلم جد وده الصح
قاطع كلامي الملف بتاعي وهو طاير في وشي وكل ورقة فيه وقعت قدام عيوني نزلت على ركبتي ولمېت ورقة ورقة واخدت الباقي من كرامتي والملف في إيدي وخرجت برا المبنى خالص
شعوري في اللحظة دي مش قادر اوصفه اتمشيت كتير جدا ومحسيتش بۏجع رجلي لحد ما لقيت نفسي قصاد البحر قعدت على صخرة كبيرة وبصيت للموج وهو بيضرب في بعضه ونزلت دموعي ڠصب عني حلمي راح وحلم أبويا راح تعب سنين عيشت ادرس فيها عشان الحظة دي بقى في الأرض هي دي مصر!!
بلد بتدعم كل االأغراب الا شعبها الشاب مننا من صغره بيدرس واهله صارفين عليه عشان يبقى حاجة مشرفة ويجي واحد راجعي يقوله مۏت انت واحلامك لأن معاكش واسطة لو اتغربنا وسافرنا بره هنتعب ويا عالم هنقدر نلاقي شغل ونرجع لأهالينا تاني ولا نفضل في بلدنا ونتجه لكل ماهو حرام في الدنيا وبالتالي هنعيش في مجتمع راجعي ومتوحش
سندت دماغي على ركبتي وقعدت أفكر في اللي هعمله إفتكرت ذكريات راحة عن بالي بقالها سنين زي مايكون ربنا حب يطمني والذكريات دي إشارة
كان فيه زمان جار ليا في بيتي
القديم مچنون لبسه مبهدل ريحته وريحة الأوضة اللي قاعد فيها لا تطاق بيخرج ياكل من الشارع ويرجع ي وينام ويصحى تاني يوم يكرر نفس يومه والأطفال كانت بتستقبله بأسوء