حكاية لسهام صادق
يغير كل شئ ولا يصبح احدا دائما علي حاله
تنهد فارس بشرود وهو يتذكر كلمه واحده كلمه لم ولن ينساهاا مهما مر به الزمن فالزمن مهما كانت سطوته علي الماضي لا يمحي طعنات الخيانه والغدر ليشرد في تلك الكلمه قليلاا حتي تسقط علي مسمعه
لقد رفعت الجلسه
اما هي فلم ېطعنها الزمن سوى بطعنات الألم واليتم لتسير حياتها من حياه بسيطه تنعم فيهاا بكنف والديهاا الي حياه عند عم لا يعرف شيئاا عن الأبوه فكيف ستطلب منه ان يعرف كيف يراعي اليتيم لتتأمل ذلك الجدران البسيطه وهي تبكي پألم لتستيقظ من جانبهاا احد الفتيات
انا مش زعلانه يارومه ياحببتي ثم تقول لها بدعابه لكي تخفي دموعها وكمان انتي عمله نفسك نايمه وانتي صاحيه بتضحكي علينا بقي
ريم بطفوله ما انا معرفتش انام عشان انتي زعلانه وبتعيطي لترفع الطفله يدهاا ببرائه قائله يارب يا ابله هنا تتجوزي ملك زي سندريلا كده وتعيشي في قصر كبير وفيه فاكهه وحاجات حلوه لتصمت الفتاه قليلا لتقول ثانيه زي المزرعه الي الراجل ابو شنب ده بيحرسها
ريم بحب ماشي بس تنامي انتي كمان ونغمض عنينا سوا
لتغمض هنا عيناهاا وهي شارده فيما مضي منذ عام تاركه من جفونها دمعه هاربه
لم يكن بعد حديثها هذا سوى أن تنظر لها عمتهاا بنظرة قد فهمت هي معناهاا لتقترب منهاا بحب قائله بدعابه
هاا ياعمتو فكره حلوه ولا برضوه هتعترضي عليها
نيره بطفوله اصل بصراحه ياعمتوكده عايزه فرحي يكون مميز وملقتش غير المزرعه اننا نعمله فيهاا بدل الفيله هنا
أمال ما انا قولتلك هعملهولك في احسن فندق انتي الي فضلتي تقولي أصل ياعمتو أفراح الفنادق بقيت حاجه ممله
عايزين حاجه مختلفه يعني فرحك في الأرياف يانيره هانم هيكون مميز لاء انتي بجد بقيت دماغك غريبه
لتضحك نيره بحب علي عمتهاا دماغي ديه زيك كده بالضبط ياعمتو
لتنهض أمال من امامهاا قائله خدي رئي اخوكي ولو وافق فأكيد أنا مش هعترض بس رئي فارس هو الأهم
لتسير نيره بأبتسامه عارمه خلف عمتهاا قائله ربنا يخليكي لينا يا أحلي واحن عمتو في الدنيا
لتقترب منها نيره بدموع قائله عمري ماحسيت باليتم عشان انتي ديماا جنبنا لما ماما ماټت كنتي أنتي الي بحس جواه بالدفي حتي لما بابا كمان ماټ انتي وفارس عوضتوني عن كل حاجه انا فعلاا محظوظه بيكم
ليأتي فارس من خلفهاا قائلا ياسلام علي الدراما بتاعت المسلسلات القديمه متشركوني معاكوا الدراما ديه
نيره بدعابه الدراما ديه هي أساس فرحتنا مش بيقولوا الستات تزعل ټعيط تفرح برضوه ټعيط
أمال بحب مش هتفرحنا انت كمان بيك يافارس !
ليصمت فارس قليلا ناظرا الي عمته بصمت حتي يقول تاني ياعمتي لو انتي كنتي نسيتي الماضي انا منستهوش ياريت ياعمتي تنسي في يوم أني ممكن افكر اني اخلي ست من تاني تشاركني اسمي
أمال پألم يابني صدقني مش كل الستات زي بعضها
ليضحك فارس پألم قائلا وانا بقي مش عايز اشوف الكل انا شوفت عينه منهم وتقريبا كده بقيت واثق في ان كل الستات نسخه واحده
حتي يصمتوا جميعا ليقول هو بصوت جامد انا طالع اوضتي أرتاح
ويذهب هو ويظل الماضي كما لو كان حاضرا في أذهان أصحاب هذا البيت
وكما يكون أمسهم يكون صباحهم لا يتغير فيه شيئا يبيتون علي صړاخ ويصحون علي هذا الصړاخ ايضا صړاخا اصبح جزء من حياتهم صړاخ أب قد أنساه الزمن أبوته ليصبح الجفاء هو الشئ الوحيد الذي بداخله
وقفت زينب امامه وهي تمسح دموعها قائله بتزعقلي عشان بقولك اتقي الله فيا وفي بناتك حرام عليك ياشيخ منك لله
ليمسك هو احد ذراعيها قائلا ماهو بسبب نكدك ده انا مبحبش اقعد في البيت ولا بطيقه ولا بطيقك وياريت يا ام البنات تبطلي كل شويه تسأليني كنت فين ورجعت متأخر ليه فزي الشاطره كده توفري اسألتك ولو عايزاني اريحك انا كنت مع واحده وبايت معاهاا كمان مبسوطه كده ولا عايزه تعرفي حاجه تانيه
لتبتعد زينب من امامه قائله اتجوزتني ليه طيب مادام انت پتكرهني كده
ليضحك صالح بسخريه بعد 12 سنه جواز جايه تسأليني السؤال ده اقولك ياستي
ليبدء في خلع قمصيه وهو يقول اصلك كنتي عجباني اما دلوقتي خلاص راحت عليكي !
لتنظر اليه زينب بدموع قائله راحت علياا
صالح بجفاء مش عايز ۏجع دماغ تاني بقي انا مش فضيلك اطفي النور واقفلي الباب عشان عايز انام
لتتطلع اليه هي في ألم حتي تسقط دموعهاا ثانية فتمسحهاا سريعا وهي تتأمل ذلك الجدران بحسره
جلست في مكانهاا المعتاد الذي باتت وكأن هذا المكان الوحيد هو من تجد فيه نفسها التي ضاعت مع اول كلمة سمعتهاا من عمهاا وهو يقول لها انتي هتيجي معايا البلد ياهنا مبقاش ليكي مكان هنا
لتتطلع اليه هي بتسأل اجي معاك فين ياعمي هو بابا وماما فين مش كانوا مسافرين البلد ليك !
ليتطلع اليهاا العم قائلا ابوكي وامك وهما راجعين في حدثة عربيه
لتهبط دموعهاا وسط بركان من ألم شعرت فيه وكأنه كابوس ستفيق منه عندما تصحو ولكن نظرات عمها وجارتها التي بحنان كانت هي واحدها تكفي بأن تخبرهاا بأن الکابوس ليس سوى بحقيقه
لتفيق من شرودها وهي تمسح عبراتهاا پألم ناظرة علي منظر المياه التي امامهاا وتلك الاشجار التي تحاوطها حتي تتنفس ببطئ وكأنها تعيد لانفاسهاا الحياه ثانية
اما هي وقفت تتأمل أبنة اخاها بحب لتشاهدها وهي تدور حولها بفستانها الابيض ناظره لها بنظرات أم وليست كعمه حتي تسقط دمعه من عينيها قائله ماشاء الله ياحببتي زي الملايكه !
لتقترب منها
نيره بحب بجد ياعمتو!
امال بدموع بجد
ياحبيبت قلب عمتو
نيره بدعابه طب بټعيطي ليه دلوقتي بقي أمال هانم بټعيط ومش خاېفه علي بشرتها
لتضحك أمال رغما عنها قائله عشان مبقاش عجوزه يابت وافضل شباب طول عمري
لتقترب نيره منها قائله قولي بقي كده شكلك بتفكري تتجوزي ياعمتو
لتبتسم امال بحزن قائله يعني ما أفكرش أجوز دلوقتي لغير بعد ماقربت ابقي جده
لتداعبها نيره بمرحها جده ده انا الي جده حد يشوف القمر ده بعيونه الزورق ويقول كده يعني ياربي اخد منها كل حاجه الا لون العين
لتضحك امال بحب علي ابنة اخاهاا ربنا يصبرك يا يوسف عليها كويس انه هياخدك بعيد وهيريحنا منك
لتتطلع اليها نيره بزعل مصطنع بقي كده ياعمتو ده انتي من يومين كنتي بتقولي انك مش هتستحملي بعدي عنك دلوقتي بتبعيني
لتنظر اليها أمال قائله غيرت رئي يلاا غيري الفستان بسرعه عشان خطيبك مستنيكي تحت
لتغادر أمال حجرة أبنة أخاهاا وتظل هي حالمه بيوم عورسهاا ناظره للمرئه بفرحة عروس سيجمعها الله بمن تمنت
أما هو كما أعتاد جلس يتابع بعض مشاريعه خلال اجتماع قد خصصه فقط لمن يراه يستحق بأن يعطي له فرصة ليضع بقدميه علي اول درجات السلم لطريق مستقبله حتي لو كان مازال شابا في مقتبل حياته ليبقي الفيصل الوحيد هو الاجتهاد لينطق أحد الشباب قائلا بس تقريبا المشكله مش في موقع المكان المشكله في الخدمات تعتبر منعدمه وده مش هيجذب أي حد أن يفكر يجي في مكان زي ده
لينظر اليه فارس بتمعن قائلا طيب والموقع !
ليقول احدهما الموقع فعلا هايل بس الخدمات فعلاا قليله اوي وده هياخد معانا وقت كبير
ليصمت فارس قائلا فعلا الخدمات قليله وتكاد تكون منعدمه بس الي حضرتكم متعرفهوش ان الحكومه ناويه تقيم احد مشروعتها علي بعد 2 كيلو وبالتالي هيكون مشروعنا من السهل اوي ان كل الترخيصات تكون ليه مسهله وبما ان الأرض ملك لمجموعتنا يبقي المشروع هيكون مفيد لينا وكمان للحكومه لان بكده المكان هيبقي موقعه حي والخدمات هتقدر تتوفر لينا
لينظروا جميعهم اليه ويبدئوا في مناقشته حتي ينتهي الاجتماع ويغادر جميع المهندسين ليتنهد هو قليلا بتعب وينظر في ساعته ليجد ان احد محاضرته في كلية الهندسه خصيصا ستبدء بعد ساعه من الان
ووسط ضحكاتهم ومزاحهم معها كانت السعاده تغمرهم لتظل نظرات اعينهاا تحاوطهم حتي يقتربوا منها الثلاث فتيات قائلين احنا بنحبك اوي يا ابله هنا
لتبتسم لهم هنا بحب وانا بحبكم اكتر بكتير
لتقول اصغرهم ريم قد البحر والنجوم
لتضحك هنا وهي تداعب تلك الطفله المشاغبه اكتر من البحر والنجوم والقمر كمان
لتدخل عليهم زينب بملامحها الطيبه قائله بتعملوا ايه يابنات
لينهضوا الثلاث فتيات ويقتربوا من أمهم سريعا حتي تحاوطهم هي بحنانها لنري صورة لا يمثل مثلها في العطاء والدفئ أكثر منها وكيف سيتمثل الدفئ والعطاء في صورة ارقي من ذلك
لتتطلع اليهم هنا بحب ولكن مازال قلبها يعتصر الما فذلك المشهد لا يزيد عليها سوى الذكريات التي دائما تحاول الهروب منها
لتنظر لها زينب مبتسمه وهي تبتعد عن بناتها وتسير بخطوات بطيئه حتي تقترب منها واضعه بيدها الحنون علي احد كتفيها قائله لبناتها ايه رئيكم النهارده نفضل سهرانين ونتكلم مع بعض في أي حاجه !
ليركضوا الفتيات نحو أمهم الحنون مبتسمين وتبقي العيون وحدها هي من تعبر عن فرحة تلك الصغار
اما هما بعض صمتا طويلا دام للحظات رفع بوجه بعيدا عن طبق طعامه ناظرا لاخته بتمعن قائلا مادام انتي حابه كده فمافيش مشكله عندي
لتقترب نيره منه بحب بعد ان نهضت من علي كرسيها انا بحبك اوي يا احلي اخ في الدنيا
لينظر اليهم يوسف قائلا شكلي هبتدي اغير من فارس
لتتطلع اليه نيره بدعابه اصلا محدش يقدر ياخد مكانة فارس ابدا حتي انت ياسي يوسف !
ليضحك يوسف بحب مش بقول انا كده هغير
لتبتسم امال لهم فرحتي دلوقتي عشان خلاص اخدتي الموافقه مع اني مش متقبله الموضوع ده بس ربنا يسعدكم
لتتلاقي اعينهم جميعهم بفرحه وتبقي عين واحده هي من لا تهوي شئ وكأن الاشياء جميعها اصبحت بالنسبه له معدومه برغبته
الفصل الثالث
_ رواية رياح الألم ونسمات الحب
_
بقلم سهام صادق
وما كان للذكريات غير
الحنين لماضي قد مضي ولكن ليس كل مامضي قد ينسي مع الزمن فالزمن قد يمحي كل شئ الا لحظات قد أجتمعت فيها الأحبه او قد