السبت 28 ديسمبر 2024

الأميره المغروره

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

للبيع مكان زوجها..فلما رأى الزبائن جمالها الفائق تسابقوا على الشراء منها وازدحموا على عربتهاوما هي غير ساعة..وإذا بالعربة تفرغ تماما من بضاعتها ومن دون أن يضطر بلال الى إيذاء حنجرته بصياحه المعتاد سر الرجل بمنظر النقود التي جمعتها له زوجته ..وفي طريق العودة الى البيت..قامت فيروز بشراء اللحم وسائر اللوازم الأخرى من أجل إعداد طعام يليق بها وطبخ لها بلال ما تشتهيه فأكلت حتى شبعت .
ثم أخبرته بأنها ستواصل البيع لأجله شريطة أن لا يقترب من فراشها ..وبعد مضي إسبوع على هذا المنوال..تجمع لدى بلال الكثير من المال بفضل زوجته ..ثم قام بتحويله الى ذهب.. فأصبح عنده عشر قطع ذهبية وعند المساء.. وضع النقود أسفل وسادته لكن فيروز طلبت من بلال ان يريها النقود ففعل. ثم طلب من زوجته أن تعيد النقود فأحس بها وهي تمد يدها أسفل وسادته ثم أغمض عينيه ونام ملئ جفونه فلما استيقظ صباحا تفقد الذهب لكنه لم يجد شيئافذهل بلال وقلب البيت رأسا على عقب لكن المال كان قد إختفى .
حينذاك الټفت الى زوجته وسألها عن النقود فأنكرت رؤيتها .فلم يصدقها بلال واتهمها بأنها إحتالت عليه ..فكيف تختفي القطع الذهبية وهي الوحيدة التي كانت معه في البيت !!! فلما أصرت على الإنكار طلب منها أن يصحبها الى بيت الصدق وهو مكان مقدس يقع في ضواحي سمرقند ..ومن خصائصه العجيبة هو أن الذي ېكذب فيه متعمدا فإنه يصاب فورا ببرص في وجهه ..
وافقت فيروز على الذهاب الى ذلك المكان بكل ثقة .. لكنها اشترطت عليه أن يطلقها إذا ظهرت برائتها..فوعدها هو بذلك لأنه كان متأكدا جدا من جريمتها ..ثم إصطحبها بلال فورا وبلا تردد ..وكان بيت الصدق يبعد مسيرة يوم كامل على الأقدام ..وأثناء الطريق..مر الإثنان على مستنقع مليئ بالقصبفطلبت فيروز من زوجها قصبة لكي تتكأ عليها لأن المشي قد أرهقها ..أحضر بلال لها ما طلبته ثم استئنفا المسير ..
وعندما بلغا بيت الصدق وكان بيتا من حجر في مكان منعزل طلب بلال من زوجته أن تتقدم وتجهر بالحقيقة بشأن النقود ..فناولته فيروز عصاها كي يمسكها ثم دخلت بخطى ثابتة وأقسمت على أن النقود ليست بحوزتها وأنها أعادتها الى زوجها .أصفر وجه بلال حينما لم يحدث شيئ..فهذا يعني أن فيروز صادقة في دعواها وأنه قد ظلمها لما إتهمها بالسړقة واضطر في الأخير أن يطلقها لأنه كان قد وعدها بذلك ...
...
_الجزء الرابع
فناولته فيروز عصاها كي يمسكها ثم دخلت بخطى ثابتة وأقسمت على أن النقود ليست بحوزتها وأنها أعادتها الى زوجها .أصفر وجه بلال حينما لم يحدث شيئ..فهذا يعني أن فيروز صادقة في دعواها وأنه قد ظلمها لما إتهمها
وهكذا عادت فيروز الى قصر والدها وهي تحمل صحيفة طلاقها من بلال وذلك قبل أن تمضي عشرة أيام على زواجها منه .. تماما كما راهنت أبيها ..ولأجل ذلك..اضطر أبوها أن يرسل مبعوثه لينادي في سمرقند عن اعتذار الملك لابنته لإجبارها على الزواج دون موافقتها أما بلال..فإنه قد عاد الى بيته خالي الوفاض إلا من القصبة التي كانت فيروز تتكأ عليها .
لما دخل بيته شعر بالحنق الشديد .. فضړب بعصاه الأرض بشدة..وهنا.. انفلقت العصا... وإذا بالقطع الذهبية العشرة تتساقط منها !!!!وقف بلال عدة لحظات وهو شديد الذهول لما حدث ..فاستطاع أن يفهم كيف تمكنت فيروز من خداعه لتحصل على الطلاق ..إذ أنها عندما اتخذت عصا القصب كعكازة فإنها قد قامت بحشوها بالقطع الذهبية ..وعندما وصلت الى بيت الصدق قامت بدفع العصا الى بلال لتتفرغ هي للإعتراف ..وعندما أقرت بأنها أعادت النقود لزوجها.. فإنها قد نطقت بالحقيقة فعلا...يا لها من فتاة ذكية وماكرة!!!هكذا فكر بلال...و رغم سروره باسترجاع النقود لكنه رغم ذلك فقد عاد الى عمله السابق في بيع البصل ..
لم يطل الأمر بعد ذلك بين فيروز وأبيها.. حتى أقسم هذا الأخير مرة أخرى في إحدى نوبات غضبه عليها على أن يزوجها غدا من أول شخص يدخل البوابة الغربية لسمرقند عند أول شعاع للشمس..وهكذا خرج فجرا متنكرا مع وزيره وارتقبا دخول القادم الغريب ..فكان هذه المرة رجلا طويلا كبيرا في السن ..فلما سأله

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات