الأميره المغروره
الملك عن أحواله.. أجابه بأن اسمه حاتم وأنه يعمل حانوتيا .. أي صانع توابيت ..كما أنه متزوج وليس له أبناء..قام الملك باصطحاب حاتم الى القصر .. وهناك عرض عليه الزواج من الاميرة لتكون زوجته الثانية..حاتم فوجئ بالامر طبعا لكنه وافق في النهاية ... فليس له ان يرفض أمر الملك حتى لو أراد ذلك..وهكذا بعث الملك مناديه لينادي في سمرقند أن الليلة ستشهد زواج الاميرة فيروز بحاتم الحانوتي..
أخذ حاتم زوجته الجديدة للبيت..وكانت شخصيته على العكس من سلفه بلال ..فقد كان نزقا حاد الطباع..لذا فهو ومن أول ليلة.. أمر فيروز بأن تعتني به وبزوجته الاولى لأنهما كبيران في السن وليس لديهما أولاد للعناية بهما ..ثم رفع عصاه وهددها بالضړب إن لم تستجب له ...فلا يهمه إن كانت اميرة بنت ملك ... لأن الملك نفسه خوله بتقويم سلوكها إن لم تنصاع لزوجها..فيروز عملت بأمر زوجها فكانت كالجارية المطيعة لهما ..لكنها وإن فعلت ذلك.. فلأنها تخطط لأمر ما ..تخطط للحصول على الطلاق قبل انقضاء اليوم السابع ..
فلما أشبع عينيه من النظر إليه أعاده الى حيث كان ثم قفل عائدا الى حجرة زوجته .. استحوذ الفضول على فيروز .. فدخلت الورشة وشاهدت ذلك التابوت .. وكان أجمل التوابيت وأتقنهن صنعا ..ففتحته وبحثت عن العقد حتى عثرت عليه مخبأ في بطانة التابوت ..كان العقد جميلا حقا ويسر الناظرين ..وهنا.. اتضحت لدى فيروز ملامح خطتها التي ستطبقها للحصول على الطلاق ..في اليوم التالي..قامت فيروز بافتعال مشكلة مع حاتم..فهو كان لا ينفك من التفاخر حول كونه قد أنقذ سابقا الكثير من الأرواح ..وأن الناس بحاجة إليه بينما هو ليس بحاجة لأي أحد ..
فقال إياك ثم إياك أن تقتربي من هذا التابوت .. إنه ليس للبيع أبدا .. أتفهمين وبعد أن غادر حاتم..لم يمض وقت طويل حتى حضر بعض الرجال وطلبوا شراء تابوت ..وأخبروا فيروز أنهم يحتفلون في ديانتهم كل عام باحتفال خاص يسمى بعيد المۏتى..حيث يضعون في التابوت دمية محشوة بالأحجار كهيئة المېت .. ثم يطوفون بها في أرجاء منطقتهم وترافقها بعض الطقوس..وفي النهاية.. يدفنون التابوت في مقابرهم قبيل الغروب ثم ينصرفون ..فسألتهم فيروزوما أنتم فاعلون بالشخص الذي ينبش القپور
ثم سألوها عن سبب تطرقها لتلك القضية فأخبرتهم بأنها قد سمعت هذا الصباح بعض الإشاعات عن سارق في سمرقند ينبش القپور ويسرق الأكفان ..فشكرها الرجال على تلك المعلومة .. وأبلغوها بأنهم سيأخذون حذرهم ..وهنا.. قامت فيروز ببيعهم التابوت الخاص به... نفس التابوت الذي شدد عليها حاتم أن لا تبيعه