قصة قطرة الندي كاامله
غيمة وبعد قليل بدأت تمطر بغزارة وإمتلئت الحفر في التلة بالماء الصافي
فشربا وملئا القربتين سألت الجارية كيف يمكن أن يحصل ذلك في هذه الصحراء القاحلة
مضيا في طريقهما ولم يكاد يبتعدان حتى وجدا قافلة متجهة إلى الشمال وغطت قطرة الندى وجهها ورجليها ولم يكن يبدو منها إلا عينيها وكان المسافرون كلما نظروا إليها يتعجبون من جمال عينيها ويقولون لها إنهما يشبهان عيون الظباء ولم يكونوا يعلمون أنها نصف إنسان ونصف ظبية
ومن بعيد شاهد قافلة قومه تنوء بما تحمله من بضائع وسلاح لقد كان الشيخ يتوقع قيام الحړب مع السلطان لذلك إشترى كل ما يحتاج إليه من أسواق ومن حسن حظه أن الماشية إرتفع ثمنها عند مجيئه فكان ربحه هذه المرة جيدا
أجاب مالك لقد إستغل الأعراب غيابك وهاجمونا وأخذوا ما عندنا من أموال وهم الآن يسومون قومنا العڈاب وليس مستبعدا أن ذلك الوزير اللعېن هو من دبر تلك المکيدة ليتفرق شمل القبائل ويضعف شأن قطرة الندى
نظر الشيخ إلى الفتاة وسألها لماذا تخفين نفسك تحت هذه العباءة فأنا في مقام والدك وأنت إبنتي
قال مالك لقد ضحت بجمالها من أجلي وأصبحت الآن تشبه الظباء التي في الغابة
أجاب الشيخ أنتما محظوظان وما من أحد ذهب إلى أرض الجن التي وراء الجبل ورجع حيا
لا تقلقوا سأذهب إلى ملكتهم بنفسي لكي أسترضيها وسأحمل لها جملا محملا بالشعير والحنطة فالجن تحب هذا الطعام مهما يكن من أمر لقد لاحظت أن إبني يهواك ولن أمانع من زواجك منه حتى ولو بقيت ظبية
قال مالك لا أنصحك بذلك فقد يقتلك ويستريح منك فأنت الآن أقوى من قبل ولك سحر الجن
ردت عليه إذا فعل ذلك يكون قد أدى لي معروفا فلا أريد أن أتعذب بقية حياتي لم يكن مالك و أبوه راضيين على هذا الكلام لكنها أصرت على موقفها .
وقال لماذا تغطين وجهك
أجابت لقد فقدت جمالي أليس هذا ما تريده في نهاية الأمر قال من أخبرك بذلك هذا ليس صحيحا
قالت لنرى ذلك وخلعت عنها عباءتها
وعندما رآها السلطان تراجع إلى الخلف حتى كاد يسقط وصاح من أنت لا يمكن أن تكونين قطرة الندى التي أعرفها ردت بلى أنا نفسها وأرته رقبتها ومعصميها وقالت أليس هذه قلادتك وأساورك الذين أهديتهم لي وقت زواجي ألا تذكر ذلك
إحتار السلطان ولم يعرف ما الذي يجيبها فكر قليلا وقال لا يمكنني تركك تخرجين من هنا سأمنحك غرفة وجارية تخدمك وسنشرح لها إن الجن هم من فعلوا بك ذلك ونطلب منها كتمان الأمر
قالت هذا يعني أنني أسيرة لديك
قال بل ضيفة وسأجلب السحرة ليرجعوا لك شكلك
أعطها غرفة واسعة و جعل أمام الباب حارسين وطلب منهما عدم السماح لها بالخروج
شرعت قطرة الندى في البكاء وتمنت لو أنها سمعت نصيحة الأمير مالك بعدم الذهاب وفجأة ظهرت أمامها ملكة الجن وقالت لها ما الذي يبكيك يا جارية
أجابتها أنا محپوسة ولا يمكنني رؤية الأمير مالك و كما توقعت تنكر لي السلطان أما هو فلم يتغير أبدا لم أر رجلا يحمل كل هذا الحب لإمرأة
قالت ملكة الجن هل تتذكرين الشيخ في الصحراء
ردت عليها قطرة الندى آه نعم تذكرته
قالت لها إنه أنا لقد تعجبت من