الرجل المبتلي والثلاث صدقات بقلم الكاتب حسن الشرقاوي
انت في الصفحة 4 من 4 صفحات
تعطيه لها
لكني نظرت لها ثم نظرت للسماء فصمتت ورضيت
ثم اكملنا سيرنا في الطريق
فوجدنا فتاة يبدو عليها من هيئتها بأنها ممن فقدوا عقلهم ويفترشون الشارع لكن ملابسها كانت ممزقه وتظهر عورتها بشكل كبير
فذهبت لها وقلت في نفسي والله إنها احدي بناتي ولابد أن استرها فأخذتها
إلى محلا للملابس واشتريت لها لباسا يداري عورتها
وقبل وصولي إلى العياده بقليل
وجدت رجلا طاعنا في السن يتلوي من الجوع فنظرت له وإلى باب العياده واخرجت آخر ما تبقي
من أموال معي ثم قلت والله لن اتركك وأخذته وجلبت له طعاما
وهنا قالت زوجتى وماذا بعد لقد نفذ المال قلت لها ماعند الله لا ينفذ أبدا
هيا نعود
قالت والفحوصات
ثم هممنا بالمغادره إذ بالطبيب أوقف سيارته بجانبنا وكان تأخر في هذا اليوم لأمر قد آخره
ثم نادي علي وسألني عن حالتي ولماذا لم أفعل ما طلبه مني
قلت والله لم يرد الله وعندما يريد سأفعل
ولكن زوجتى اخبرته بأننا كنا قادمين له وقصت عليه ما حدث ونفاذ المال
فنزل الطبيب من السياره وقال لا يوجد مشكله تعالا وساقوم بكل مايلزم على نفقتي الخاصه
واجري لي بعض الاشعه والتحاليل وجلسنا ننتظر النتيجه
جاء الطبيب وجلس امامنا على الكرسي وقد تبدل لون وجهه كأنه صدم من شيء كان ينظر لي في دهشه كبيره ويسألني
متأكد بأنك لم تجري أي فحوصات أو تتلقي علاجا
سألني عدة مرات وفي كل مره أقول له لا لم يحدث ابدا
كان يضرب كفا علي كف
عندما أقول له هذا
حتى امتلأت بالاطباء
الذين كانوا يعيدون نفس الاسئله التي سألها لي عندما يرون التحاليل السابقه والتي فعلتها اليوم
كانوا جميعا في حالة ذهول
حتى أخبروني بأنني...بقلم الكاتب حسن الشرقاوي
قد تعافيت تماما غير مصدقين كيف تعافيت
صدمت أنا أيضا كانوا يقولون بأن حالتي كانت ستؤدي إلى المۏت لا محاله وأن حالتي لم يسمعوا بأنها شفيت أبدا
يااااااالله شفيت من المړض الذي لا علاج له
والمفاجأة الثانيه كان يجلس تاجرا كبيرا وبعدما استمع لكلامي مع الأطباء وقصتي
والله خررت ساجدا لله عز وجل أنا وزوجتى وهم ورائنا جميعا
الثلاث صدقات ردوا لي في الحال
شفيت من مرضي الذي لا علاج له ولا شفاء منه
وأصبح معي المال لأسد به ظمأ وجوع أبنائي الذين عانوا معي كثيرا ومرت أياما كانوا ينامون ولم تدخل في جوفهم قطعة طعام واحده حتى أنني كنت أسمع
أصوات بطونهم تتصارع فيما بينهم من شدة الجووع
وأصبح لدي منزلا ليكون سترا لبناتي من العراء الذي نجلس فيه
وبعد عدة أعوام
أصبحت تاجرا كبيرا وعادت لي صحتي ووسع الله في رزقي
وتبدلت احوالى تماما وزوجتى الصابره المحتسبه التي فعلت كل مابوسعي لارد لها ولو القليل من معروفها وجميلها معي
والمعجزه الأكبر التي أسعدتني كثيرا
أنني أنجبت منها أبناء ذكور وعددهم ثلاث
والآن زوجت منهم ولم يبقي إلا واحدا وتزوج جميع بناتي والحمد لله رب العالمين
وكل هذا أولا تم بإحسان ظني في الله في كرمه وعفوه
وثانيا بفعل الثلاث صدقات والحمد لله حمدا كثيرا مباركا فيه
انتهت...... بقلم الكاتب حسن الشرقاوي