الأربعاء 25 ديسمبر 2024

قصة سر القرية بقلم الكاتب حسن الشرقاوي

انت في الصفحة 2 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

تلك الليله
اسرعنا لنأتيه بالاقراص ولكننا صدمنا لوجود العلبه فارغه ولم يخبرنا أبي بهكذا الأمر
فزعنا جميعا وجلسنا أنا وإخوتي الفتيات اللاتي جلسن يبكين ويصرخن لحال أبي
نظرت لهم ولأبي الذي كان يتلوي أمامنا بشده
وكان لابد أن يأخذ الأقراص بأي شكل من الأشكال
كان لابد الذهاب إلى المدينه للحصول على تلك الأقراص من الطبيب الذي يعالج أبي
الانتظار إلى الصباح يعني مۏت أبي لا محاله
لكن من يجرؤ على الخروج في هذه الساعه المتأخرة من الليل والاشباح بالتأكيد تملأ القريه الآن
ثم دخلنا جميعا في حالة من الصمت الرهيب لا نتحدث والحيره والړعب الشديد يسيطر علينا والشفقه على حال أبي الذي على مايبدو أنه سيذهب إلى فقدان الوعي قريبا
كان إخوتي الفتيات ينظرن لي كانهن يرجونني للتصرف جلست أفكر وأنظر اليهن
ثم وقفت من مكاني ونظرت لهن وقلت أنا سأذهب إلى المدينه للحصول على العلاج
وقفت أمي واقتربوا مني جميعا وكانت الدموع تزرف من أعينهم بشده يترجونني بأن لا أذهب خوفا علي وعلى المصير المجهول الذي ينتظرني في الخارج لكنني اصريت على الخروج بالرغم من بكاء أمي وتوسلاتهم لي بعدم الأقدام على هذه الخطوه
والانتظار إلى الصباح لعل الله يحدث أمرا وينجي أبي من حالته التي بدأت تسؤ بشكل كبير ولابد من أخذه للعلاج
معللين أن خروجي في هذه الليله في تلك القريه المسكونه
هو انت حار وأنني لن أعود ابدا خوفهم على خروجي دفعهم لاثنائي بشتي الطرق
لكنني اخذت القرار بأن أخرج مهما كان المصير الذي ينتظرني في الخارج
ووسط بكائهم وتوسلاتهم
ادلفت سريعا متجها إلى الباب
وبالفعل فتحت الباب لتسرع أمي وأخوتي لي واحتضنوني بشده وطلبوا مني أن اتوخي الحذر واعود لهم سالما معافى
طلبت منهم أن يغلقوا الباب ورائي جيدا ويجلسوا في أمان حتي أعود
نظرت لهم نظره كانني اودعهم
ثم اخذت نفسا عميقا وأخرجت زفره طويله
وادلفت إلى خارج المنزل
.............
...........................
كانت الليله شديدة البروده حالكة الظلام وكانت تمطر بغزاره شديده وكانت الارض مبتله بشكل كبير تعيق الحركه
وقفت للحظه أنظر إلى شكل القريه الساكنه تماما كأن لايسكن بها أحد لا صوت فيها إلا صوت ارتطام مياه المطر بالأرض
قلت لنفسي.. إنها أرض أشباح بالفعل !!
بدات السير بحذر شديد وببطيء لكن كنت خائڤا بشكل كبير وهذه طبيعة البشر كانت قدماي ثقيلتان وتمنيت أن أعود إلى المنزل ولا اكمل السير ولكن صورة أبي وهو ينازع الألام كانت أمامي تعطيني دافعا قويا لإكمال السير في هذه الظروف الموحشه
كنت أنظر هنا وهناك بإمعان شديد وحذر كنت كلما تقدمت إلى الأمام كان يدور في خاطري حديث الناس من أهل قريتي عن الأشباح التي تملأ القريه ليلا
هذا الحديث الذي سمعته لألاف المرات وعلى مدار حياتي الآن يتجمع كله بداخل عقلي ويترجمه لخوف شديد
لم أكن أتوقع يوما أن أخرج في هذا الوقت من الليل الذي يتجنبه كل أهل القريه خوفا من حقيقة قريتنا المسكونه وحكايات عن مصير من خرجوا في مثل هذا التوقيت
وبينما أنا أسير ببطيء وحذر بجانب زوايا البيوت التي بنيت من الطوب اللبن وكنت اتخفي وراء الأشياء محاولة بائسة
مني لعل الاشباح لن تراني
ولكن كيف وهي أشباح!!!
لكنني كنت أحاول فعل أي شيء يجنبني ذالك أو يطمئني بعض الشيء
وبينما أنا أسير والخۏف يتملك كل نقطه في جسدي
إذ فجاءه..
وعلى مرمي البصر.
رأيت..
خيالا يأتي من بعيد اړتعبت واسرعت لاختبيء خلف بنايه غير مكتمله
ووقفت أترقب
وفي هذه اللحظه حدثت نفسي بأنه شبح من الأشباح التي تنتشر في هذا الوقت
تجمدت الډماء داخل عروقي وأنا أقف خلف تلك البنايه أنظر من خلفها
اقترب هذا الخيال

انت في الصفحة 2 من 5 صفحات