قصة سر الغربان
وعندما وصل أمام المدخل إستأذن ثم دخل
كانت نائلة جالسة على كرسي والجواري يمشطن شعرها الذهبي المسترسل على كتفيها وعندما رفعت نظرها إليه تحير من جمالها وبقي مشدوها لا تغادرها عيناه
أحست البنت بالخجل ورمت نقابها على وجهها ضحك الشيخ و ضحكت الجواري في هذه اللحظة دمعت عيني الأم وقالت من زمن طويل لم نضحك ولم نبتهج
خرج الشيخ من الخيمة وهو يحمد الله فلحقه علي وقال له اريد أن أسألك عن بستان بني عامر هل تعرفه
أجاب كل البادية تعرفه خصوصا بعد ما حل به من خړاب لكن لماذا تسأل فالناس عادة يتجنبون الحديث عنه لكي لا تصيبهم اللعڼة
تردد علي ثم قال سأذهب إليه و أرى ما يمكن فعله لأعيد له حسنه
أجاب علي لقد نجحت في فك السحر عن إبنتك و سأقهر الجن وآخذ البستان وأعطيه مهرا لنائلة
إرتعد الشيخ حرب وقال أرجوك لقد عانت إبنتي بما فيه الكفاية من الجن لا نريد منك مهرا و سأعطيك مائة من الإبل و مثلها من الغنم لترعاها و تنفق على إمرأتك بفضلك تحسنت حالها ذلك يبقى دينا في ذمتي
قرر علي الذهاب إلى البستان بني عامر فطلب من شيخ حرب جملا ومعه ما يلزم
قال الشيخ البستان على مسافة يومين إن لم تكن واثقا من نفسك لا تذهب
في الغد نهض علي مبكرا فوجد أحد العبيد في إنتظاره مع الجمل وقال له لقد طلب مني سيدي مرافقتك فأنا أعرف الصحراء جيدا وأحسن الرمي بالنبال
قال علي لا مانع لدي وأطلب منك فقط طاعة أوامري أومأ العبد بالقبول في الطريق لم يكن هناك ماء فلقد ډفن الجن كل الآبار سأل العبد ماذا حصل ليعاقب الجن أهالي هذه البرية
ظهر الإهتمام على وجه علي وسأله وما هو سبب قدوم هؤلاء فمن أيام سليمان كان لكل قبيلة من الجن أرضها
قال علي هل حكاية الكنوز صحيحة أم من خيال القصاص رد العبد قبل أن يأتي الجن إلى هنا عثر البدو على كنز عندما كانوا يحفرون بئرا و الآن من المحال أن نحفر ويقال أن من يحاول أن يفعل ذلك تفتك به العقارب السامة
كان علي يتعجب لسماع هذه الحكايات وفكر أن هؤلاء القوم من الجن يسكنون الحفر العميقة والمغاور لهذا السبب كان سحرتهم يجتمعون في الآبار المهجورة
سأل علي هل هناك مغاور وانفاق في هذه البرية
نظر إليه العبد بدهشة وقال كيف عرفت