قصة سر الغربان
يشتد الحر
عندما وصلا لاحظ علي كثرة الفقر و البؤس في القبيلة مر بهم رجل فسأله عن ملكهم
أشار من بعيد إلى خيمة بالقرب منها شجيرات جافة
وقال له ستجده هناك كان هناك صبي يلعب امام الخيمة ناداه وقال له أخبر أباك أن غرباء يريدون رؤيته
بعد لحظات خرج شيخ يبدو عليه الإعياء وقال تفضلوا جلس علي وكروان على زربية قديمة مهترئة وأحضر الصبى آنية فيها حليب الإبل فشربا وناولا الشيخ فشرب وحمد الله
قال علي لم نسافر كثيرا لقد كنا في بستانكم الذي أخربه الجن تغير وجه الشيخ من الدهشة وقال ماذا ذهبتم تفعلون هناك لا يوجد إلا الخړاب والمۏت لمن يسوقه القدر إلى البستان
قال الشيخ محي الدين إنها حكاية طويلة يا بني قبل سنة كانت قبيلتنا من أكثر العرب مالا وجاها وكانت قوافلنا تجوب الأرض طولا وعرضا لبيع التمر والعسل والخمر والزبيب كل هذا كان من خيرات البستان الذي كان في يوم ما عامرا تفوح منه راحة الرياحين وتمرح فيه الطيور
ودلوهم على الطريق وكان من عادتنا أن نضع حليا من الصدف في الصحاري لنشكر الجن على معروفهم معنا
كنا سعداء لكن في أحد الأيام تغير كل شيئ سمعنا من بعيد قرع طبول وثار الغبار وشاهدنا مخلوقات بشعة المنظر تركب حيوانات تشبه الضباع تهاجم قرى الجن المسلم وهي أكوام حجارة ممتدة على مساحة كبيرة لكن لا نرى سكانها
في ذلك اليوم ظهر الجن وقراهم بشكلها الحقيقي كان الجن المسلم كثير الشبه بنا لكنهم أكثر طولا وقوة وعيونهم واسعة رمادية اللون ويجعلون شعورهم الطويلة ضفيرة واحدة
وجاء سحرتهم ورموا في الهواء حفنة رماد فظهرت سحب كثيفة فوق رؤوسنا وفجأة خرجت منها أسراب كبيرة من طيور غريبة الشكل كانت أقرب للأفاعي المجنحة منها للطيور
لقد خلقوا لنا أتفه الأسباب لتخريب بستاننا وغايتهم الحقيقية أن يضعف شأننا و تذهب قوتنا بعد ما شاهدوا بأسنا في الحړب والعقاپ نال كل البدو الذين يسكنون حول هذه البرية
فطمسوا الآبار وقطعوا النخيل و نشروا الأمراض في الإبل وافتكوا كثيرا من أبناء الإنس و جعلوهم خدما الآن أصبحوا يحسبون لهم ألف حساب
تذكر علي خطيبته نائلة هي أيضا من اللواتي دفعن الثمن الأمر أصبح واضحا جدا الآن
بعد سماع علي حكاية الشيخ محيي الدين وحكاية البستان قال عالي حسنا لقد سمعت حكايتك وهي مدهشة جدا