قصة ابنة الجار
أنت في أمان يا إبنتي أنا إسمي حدة وذلك الفتى هو إبني محمد ولقد وجدك لما كان عائدا من الصيد !!!الحمد لله على سلامتك ثم مدت لها صحفة من الحساء الساخن فأكلت قليلا وشعرت بالدفئ في جسدهاجديد ثم شكرتهما على كرمهما و نامت ملئ جفونها .
أما محمد فبات في مغارة صغيرة يضع فيها عنزاته وفي الصباح نهضت حدة باكرا مثل عادتهافأشعلت الحطب ثم عجنت أقراص الشعير وجاء محمد بإناء فيه حليب الماعز وبالبيض فشمت حنان رائحة الخبز والتفتت حولها فرأت قطة نائمة بجوارها فأخذتها في حضنها ومشت إلى المرأة وابنها وسلمت عليهما فدعوها إلى الطعام فغسلت وجهها ويديها في عين صغيرة وسط الصخور وجلست معهم ومدت يديها باستحياء للطعام لكن المرأة حلفت عليها أن تأكل حتى تشبع فهي مثل إبنتها وكانت حنان جائعة فأكلت وإنبسطت نفسها ثم سألها محمد عما كانت تفعله وحيدة في تلك الليلة الباردة فقصت عليهما حكايتها ثم بدأت تبكي وتشهق على حضها السيئ فخفف الصياد من روعها وقال ستبقين معنا وسأبحث عن شعبان فلا تحزني !!! أما عن إخوتك فلن يأتي أحد منهم إلى هنا فلا يوجد سوانا في هذا المكان البعيد ونحن أيضا عانينا من الأقارب الذين يعادوننا بسبب ميراث أبي فليس هناك أشد سوءا من الأهل ..
لما رجع محمد في الليل أخبرته أمه بموافقة حنان على الزواج ففرح وقال لها غدا سننزل من الجبل فهناك سوق كبير كل يوم خميس ونشتري لها الثياب والعطور . لم تنم البنت ليلتها من الفرحة فهذه أول مرة ستخرج فيه من الجبل وهي سمعت أن هناك قرى عامرة وبساتين وسترى كل ذلك بعينيها وتتفرج في السوق الأسبوعية وما فيها من خيرات كثيرة في الفجر ركبت حدة الحمار أما هي فسارت مع محمد على قدميهما وبعد أن ساروا في مسارب ضيقة وصلوا إلى قرية كبيرة ورغم أن الوقت لا يزال مبكرا إلا أن الحركة كانت نشطة والعربات المليئة بالبضائع تتزاحم في الأزقة وهناك باعة جالسين على الأرض وأمامهم أكداس الثمار والخضار وقد علت أصواتهم قال محمد إستريحا قليلا تحت هذه الشجرة وسأحضر لكم الفطائر لكن حنان لم تطق الإنتظاروقالت لحدة سأقوم بجولة صغيرة فكل ما هنا رائع وجميل أجابت المرأة حسنا لا تبتعدي كثيرا ولما إلتفتت إليها وجدتها قد ذهبت تجري فقالت ويحك ألا تعرفين الصبر يا إبنتي !!! مازال أمامنا يوم كامل أمامنا .
وبينما هي تتجول سمعت صوتا يناديها فتعجبت فهي لا تعرف