!!! لكن أولئك الأحمقان السلطان والوزير جاءا إلي وقد أساء كليهما بي الظن وبالطبع طردتهما بعد أن أكلا ما في الصينية أما أنت فلقد فهمت أن ما فيها ليس للأكل بل هو لغز ولقد علمت القصد منه والآن أخبرني عن نفسك !!! ثم وضعت الطعام فبدآ يأكلان وهو يحكي لها وقال لها أنه نزل إلى السوق صغيرا وأن الفقر هو الذي علمه الفطنة والحيلةو بمرور الوقت صار بارعا في البيع لأنه بنظرة واحد يفهم المشتري الذي أمامه .لكن التجار لا يدفعون له إلا ما يسد الرمق رغم أنهم بفضله يربحون الكثير .ثم أراد ربيع العودة للقصر وشكر لها ضيافتها إلا أنها طلبت منه البقاء قليلا فلقد راق لها حديثه وهي تشعر بالوحدة وأخذت الساعات تمر وهما في حديث وأكل حتى مضى من الليل أكثره ثم إستلقى إلى جانبها ونام وفي الغد ألحت عليه نرجس أن يبقى عندها يوما آخر فوافق وكل مرة تطلب منه البقاء حتى أمضى ثلاثة أيام برفقتهاوفي صباح اليوم الرابع ودعها ورجع إلى القصربعد أن أوصته بكتمان أمرها مهما حصل له .
في تلك الأثناء كان الجميع في القصر قلقا لإختفاء ربيع لكن الوزير أبو محمد وجد الفرصة مواتية للتخلص منه فأوغر صدر السلطان عليه حتى ثارت شكوكه فذلك الفتى يعلم كل أسرار المملكةويسمع كل ما يدور في مجلسه فلما دخل عليه ربيع بعد ذلك الغياب تلقاه بالڠضب الشديد وسأله أن يعترف أين إختفى في هذه الأيام الثلاثة فادعى زيارة أهله فلم يصدقه فقال أنه كان في سفر فكذبه وحاول النديم تبرير غيابه بشتى الوسائل لكن السلطان كان مقتنعا بأنه يخفي شيئا لا يريد أن يبوح به وفي الأخير اتهمه بالخېانة والتعاون مع أهل الرقة الثائرين عل حكمه وأمر برميه في السچن ولما سأله الأمراء إن كان له دليل أجابهم لا ولكن إن غاب ذلك الفتى عني لأنه وجد شيئا لا يجده في القصر والكل يعلم أني لا أعطيه من المال إلا أقله لكي يظل في خدمتي ضحك أحدهم وقال ولماذا لم يغب من أجل امرأة أ جاب السلطان القصر مليئ بالجواري وأصر على بقائه في السچن حتى تحين محاكمته ولم يجد ذكاء الفتى نفعا ولا شفاعة الحاشية وتوسلاتها بالعفو عليه .
أما الوزير فكان يعرف أن ربيع كان عند الفتاة التي طردته من عندها وقبله طردت السلطان .وذلك الوزير ليس في الشام من هو أخبث منه ولا يفوته شيئ مما يحدث في القصر والآن سينتقم من تلك الفتاة ويرد لها الصاع صاعين بالكيد لحبيبها الذي يكرهه ولبث ربيع في سجنه شهرا أو يزيد فقلقت الفتاة عليه وكانت تنتظر عودته ولما تأخر عنها فسرت غيابه بالغدر وحاولت نسيانه ولكنها لم تقدر فلقد أعجبها كثيرا وهو أول واحد تدخله عندها وكانت تتوقع دائما أن يعود إليها وتشتهي أن ترى حتى طيف خياله ولما عيل صبرها أرسلت خادمتها العجوز للقصر لتعلم أمره لكن لم تظفر بشيئ ولا أحد يعلم له خبرا .كان السلطان ينتظر طوال كل تلك المدة إعتراف نديمه بالتهمة الموجهة إليه لكنه لم يفعل فأرسل إلى القاضي للحضور وبعد أن لاحظ الشيخ ضعف حجة الفتى للغياب عن القصروتمسكه بالصمت ثبتت عليه تهمة خېانة السلطان وحكم عليه بالإعدام .
ودار المنادي في الأسوق يصيح أن غدا هو موعد إعدام نديم السلطان في ساحة المدينة وليعلم الحاضر الغائب وسمعت الفتاة نرجس بالخبر فاغتمت نفسها وأيقنت أنها مخطئة في حقهفلا شك أن أحدهم كاد له اڼتقاما منها ثم فكرت قليلا وقالت سنرى من يربح في النهاية ..
...
يتبع الحلقة 4 والأخيرة
حكاية البائع نديم السلطان
من الفولكلور السوري
رسالة ثانية من الشرفة حلقة 4 والأخيرة
وفي اليوم المحدد أخرج الجنود ربيع من سجنه وعلقوا في صدره صحيفة فيها خطيئته وطافوا به في الأزقة والشوارع وقد احتشد الناس ليروه وفيهم الآسف على شبابه والشامت به وأيضا المتفرج الذي لا يبالي شيئا وكان الفتى يرى الانفعالات على الوجوه ويسمع كلمات الرثاء التي سرعان ما تختفي تحت وابل من الشتائم التي يطلقها أعوان السلطان من غير أن ترف له عين