الخميس 09 يناير 2025

مع وقف التنفيذ

انت في الصفحة 13 من 57 صفحات

موقع أيام نيوز


ايه
أجابت عزة بخفوت
الحمد لله يا طنط
أجلستها بجوارها حيث قالت والدة عمرو
والله كبرتى يا وزه بقالى كتير مشوفتكيش عامله ايه يا بنتى
ابتسمت عزة فى خجل وهى تقول
بصوت غير مسموع 
الحمد لله
كان عمرو مسلط نظره عليها يريد منها التفاته واحده فقط ولكنها لم تفعل لم تنظر اليه ابدا حتى عندما تجرأ وقال لها
أزيك يا أنسه عزة

أومأت براسها ولم ترد لاحظ ذلك والدها أنها لم ترفع عينها لعمرو قط ولم تجبه ايضا على سؤاله فنهض وهو يقول موجها حديثه لزوجته
هاتلنا
بقى يا حاجه العصير هنا وخدى الولاد بره فى الصاله يقعدوا يتكلموا مع بعض شويه
نهض عمرو من فوره فى سرعة وسعاده بينما وقفت عزة على مضض وخرجا ثلاثتهم جلست عزة على المقعد المواجه لغرفة الصالون حيث يقع عليها نظر والدها كما تم الاتفاق مسبقا معه 
وجلس عمرو على المقعد المجاور وذهبت والدتها للمطبخ لاحضار العصير التى كانت عبير قد أتمت إعداده وأعطته لوالدتها على الفور
خرجت من المطبخ ووضعت أكواب العصير امام عزة وعمرو وعادت لغرفة الصالون مرة أخرى
ظل عمرو يعصر ذهنه ليتذكر وصايا فارس ولكنه لم يتذكر شىء على الاطلاق 
فقرر أن يتصرف بنفسه فألقى نظرة على غرفة الصالون ثم نظر إليها يتفحصها وقال بصوت تسمعه هى فقط
أزيك يا وزه
ألتفتت اليه باستنكار فشكر أنه ارتكب جرما فقال بتلعثم
قصدى أزيك يا أنسه عزة
خفضت نظرها مرة أخرى وهى تقول
الحمد لله كويسه
مسح عمرو رأسه وقال بتردد
طيب انا سامعك لو فى حاجه عاوزه تسألينى فيها
ألقت عليه نظرة خاطفه أنهتها سريعا وقالت بجديه
أنا كنت عاوزه أعرف بس أنت عاوز تجوزنى ليه واشمعنى أنا يعنى 
باغتته بالسؤال شعر بالإرتباك وصمت قليلا وهو ينظر إليها فقالت 
ايه مش لاقى إجابه ولا محرج تجاوب
رفع حاجبيه بدهشة وقال يعنى ايه محرج أجاوب
أرتسمت على جانبى شفتيها ابتسامة سخريه صغيرة وهى تقول
يعنى محرج تقولى أنك زيك زى شباب كتير عاوز يتجوز وخلاص ومش فارق معاك انا بالذات يعنى علشان كده محرج تجاوب صح
زال الارتباك الذى كان قد شعر به كليا وشبك اصابع كفيه
امامه وهو يتكأ الى ركبتيه وقال بثقه
لا مش صح
فقالت بسرعه 
أومال سكت ليه مكنتش محضر إجابه
هز راسه نفيا وقال بثقة أكبر
لاء مش علشان مكنتش محضر إجابه علشان خاېف اجابتى تسببلك أحراج
رفعت كتفيها وأخفضتهما سريعا وهى تنظر إليه قائلة
لا عادى مفيش إحراج ولا حاجه
نظر فى عينيها بعمق وقال بهدوء
علشان بحبك
أحمرت وجنتيها تلقائيا وخفضت عينيها فتابع حديثه
بحبك من زمان من زمان أوى من واحنا لسه فى الثانويه العامه 
بالتقريب كده من ساعة ما مشاعرى ابتدت تتحرك أساسا وأعرف الحب
كانت تستمع اليه فى توتر وحياء وتكاد تقطع شفتاها من كثرة الضغط عليها بدون وعى
فقال وهو مازال ينظر إليها ويتابعها حركاتها وسكناتها
عرفتى بقى مكنتش عاوز اجاوب ليه
لم تستطع أن تنتظر أكثر من هذا كلماته ونظراته أخترقت خجلها وشعرت انه يرى قلبها من خلف ضلوعها وهو ينبض پعنف ويتابع أندفاع دماء جسدها كله من خلف شراينها إلى وجهها وراسها لامت نفسها على السؤال الذى طرحته والذى كان السبب فيما قال
كانت تعرف ان عمرو جرىء ومندفع ولكن لم تكن تعلم انه من الممكن ان يقول ما قال بهذا الشكل المفاجىء والصريح لابعد الحدود بل وكأنه كان يود أن تسأله هذا
السؤال ليفصح عن مكنون قلبه ومشاعره تجاهها
فنهضت وقد تحشرج صوتها وهى تقول طب عن أذنك
ودخلت فى سرعه فى أتجاه غرفتها وهى ترى ما حولها باللون الاصفر أو هكذا يبدو 
است ا عبير وهى تنظر لوجهها بدهشه قائلة جيتى بسرعه كده ليه هو أنتى لحقتى تتكلمى معاه
وضعت عزة كفيها على وجنتيها تتحسس حرارتهما وهى تقول باستنكار
لو كنتى سمعتى كلمه واحده من اللى قالهالى كان زمانك قمتى من بدرى
أبتسمت عبير وقالت بشغف
قالك ايه
نظرت لها عزة بخجل وقالت بخفوت
سألته سؤال واحد بس وياريتنى مكنتش سألت أحرجنى اوى يا عبير ووقالى قالى بحبك من زمان 
ضحكت عبير ثم وضعت كفها فوق فمها لتكتم ضحكتها وقالت
مش بقولك رخم 
نظرت لها عزة بعتاب وقالت
فرحانه فيا يا عبير ماشى
عبير أبدا والله بس مستبشره خير ها رأيك ايه بقى
قالت عزة بشرود
مش عارفه يا عبير محتاره اوى ومش عارفه اقرر لسه
عبير طب بقولك ايه أنتى تستخيرى الاول وبعدين تقررى وان شاء الله خير
غادر عمرو واسرته منزلهم وجلست والدة عزة وزوجها فى غرفتهم وهى تقول
ها يا ابو عبير رأيك ايه
قال بتاكيدمانتى
عارفه انى معنديش مانع يا ام عبير المهم
رأى عزة كلميها وشوفى نرد عليهم نقولهم ايه
قالت بلهفه
لا كلمها أنت هى بتسمع كلامك
هز راسه نفيا وقال 
لاء انا هتكسف مني انتى امها كلميها واعرفى منها بالظبط رأيها ايه ولو عاوزه وقت تفكر براحتها خالص الولد اصلا لسه قدامه شويه
دخلت والدة عزة غرفة بناتها وجلست بجوارهم لتعرف رأى ابنتها ولكنها وجدتها مرتبكه ولم تحدد
رأيها بعد
ومازالت متردده فقالت لها عبير
خلاص يا ماما أحنا اتفقنا أنها تستخير الاول وبعدين نشوف 
نظرت عزة الى والدتها وقالت برجاء
ماما انا عارفه انك انتى وبابا متحمسين لعمرو وبتحبوه بس من فضلكم متتغطوش عليا وسبونى افكر على مهلى
قالت والدتها بدهشه 
ومين قالك انى جايه اضغط عليكى انا جايه اعرف رأيك بس مش أكتر 
عزة يعنى بابا مش هيضغط عليا علشان اقول رأى بسرعه 
الام لاء بالعكس ده هو اللى قالى أسيبك تفكرى براحتك وقالى انه مش مستعجل علشان عمرو لسه قدامه شويه على ما يجهز
نظرت لها عزة باستنكار وقالت بحنق
اومال لما هو مش مستعد دلوقتى مستعجل ليه
وكان عمال يزن على بابا كل شويه
استندت والدتها الى ظهر السرير ورفعت حاجبيها وهى تقول مداعبه
أصله خاېف حد تانى ياخدك منه 
ضحكت عبير من اسلوب والدتها وطريقة القائها للعباره وشعرت عزة بال اء تتصاعد لوجنتيها مرة اخرى 
تبا لهذا العمرو الذى يدفع ال اء إلى راسها بين الحين والاخر بكلماته سواء ألقاها هو ام ارسلها لها عن طريق غير مباشر
أنطفأت الانوار وخلد كل الى فراشه وقد سكنت العيون ولكنها لم تستطع النوم جافاها النوم 
وعصتها عيناها فلم تستجب لها الوحدة نعم هى ذاك الوحدة التى تشعر بها رغم كل البشر حولها والاهل والجيرة الطيبه ولكن هى امرأة أنثى رغم كل شىء بداخلها طاقة حب لا تعرف كيف توجهها والى من تمنحها 
هى أنثى أتمت الثلاثون من عمرها ومازال فراشها باردا خالى بل ومتجمد 
ولو أن أختها لم تشاركها نفس الغرفه لشعرت انها ملقاة بالصحراء تكاد وحوش وحدتها تلتهمها وهى فريسة وحيدة بلا مأوى فأين هو المأوى وأين هو المستقر الدافىء نعم ملتزمه ومنتقبه ولكنها ليست متبلدة المشاعر متجمدة الحس ليست جماد ولكن ايضا ترفض أن تكون ريشة بمهب الريح لتحركها الشهوات كيف تشاء 
فتذهب مترنحه وتعود خاوية فتتلمس ركعتين فى جوف الليل تناجى ربها يارب عجلى الخلاص والمفر
كان باسم يعلم بميعاد خروج فارس من المكتب لذهابه لصلاة العشاء فى المسجد أنتظر حتى تأكد من ذهابه ثم أرسل فى طلب حضور دنيا إلى حجرة مكتبه حضرت إليه كما أراد فأشار لها بالجلوس أمامه وفاجأها قائلا لها
كل سنة وانت طيبة يا دنيا مش عيد ميلادك النهاردة برضة
الفصل
العاشر
نظرت إليه بدهشة قائلة
وحضرتك طيب بس عرفت ازاى ان عيد ميلادى النهاردة
قال بثقة زائدة
اللى بيهتم بحد بيحب يعرف عنه كل حاجة
أخرج علبة
متوسطة الحجم من درج مكتبه وقدمها لها قائلا
أتفضلى هديتك
نظرت إلى العلبة مندهشة ولمعت عيناها من المفاجأة وقالت
أيه ده موبايل مرة واحدة
علت الأبتسامة شفتيه وهو يقول
ده أقل حاجة ممكن تتقدملك
قال عبارته هذه وهو يتفحصها بجرأته المعهودة شعرت بالخجل من نظراته وقالت بارتباك 
بس انا أسمع انه بيبقى مع رجال الأعمال بس علشان شغلهم يعنى أنا بقى هعمل بيه أيه
قال ببساطة
لا ده كان أول ما نزل مصر دلوقتى ابتدى ينتشر وبعدين يا ستى علشان لما أحب أطمن عليكى أصلك لسه مردتيش عليا فى موضوع الشغل وانا خلاص شهر وماشى من هنا وعاوز أعرف أكلمك وقت ما أحب
لم تكن كلماته تحمل معنى آخر نظرت إلى العلبة بين يديها سعيدة بها وحائرة هل ت ا أم لا إنها هدية ليست بالبسيطة وفى نفس الوقت ماذا ستبرر ذلك لفارس وكأنه قرأ أفكارها التى ظهرت جلية فى عينيها وهى تنظر للعلبة فقال باصرار
أنا مش هتنازل عن أنك تقلبيها 
ألتفتت إليه فقال
وبعدين يا ستى لو خاېفة من الإحراج مش لازم تقولى أنى انا اللى ادتهولك
وكأنه أعطاها المخرج من تلك الورطة فابتسمت وهى تقول
متشكرة أوى يا أستاذ باسم على الهدية
مد يده ليصافحها قبل أن تخرج وضغط على كفها بين أصابعه برقة وقال
دى حاجة بسيطة بالنسبة للى جاى لو وافقتى تشتغلى معايا
خرجت دنيا من حجرة مكتب باسم مسرعة وهى تخشى أن يكون
قد عاد من صلاة العشاء ولكنها استرخت وهى لا ترى فى الحجرة سوى نورا فقط والتى كانت منكبة على عملها باهتمام حشرت العلبة فى حقيبة يدها عنوة ووضعتها تحت مكتبها الخاص حتى لا تلفت الأنتباه بانتفاخها وواصلت عملها بنظرات زائغة وكأن شيئا لم يكن 
عاد فارس وحسن من صلاة العشاء وجلس كل منهما خلف مكتبهما
ولكن نورا لم تنسى تحييه بابتسامة قائلة
تقبل الله
منا ومنكم
نظر حسن إلى الجميع باهتمام وقال وكأنه سيدلى بمعلومة سرية
أنتوا عرفتوا يا جماعة أن الأستاذ باسم هيسيب الشغل هنا وهيفتح مكتب خاص بيه
قال فارس دون أن يرفع نظره إليه بلا مبالاة
أيوا عارفين
قالت نورا باهتمام 
تفتكروا مين اللى هيمسك أدارة المكتب مكانه يا جماعة
أكمل حسن حديثه وكأنه لم يستمع إليها قائلا
طب عارفين انى هروح معاه
نظر له فارس باستنكار وقال
ليه يا حسن أنت هنا بتاخد خبرة أكبر وبتتعلم من الدكتور حمدى
قال حسن بتهكم وهو يشير إلى حجرة باسم
وهناك هاخد فلوس أكتر
ردت دنيا بحماس وكأنها قد وجدت من يعينها ويفكر مثلها
برافو عليك ده تفكير منطقى جدااا
ألتفت فارس وقال بضيق
تفكير منطقى ازاى يعنى الفلوس مش كل حاجة
أومأت نورا موافقة لكلامه وقالت
ده صحيح الخبرة وسمعة الدكتور حمدى أكبر من المرتب بكتير
ثم التفتت إلى حسن وهى تتابع حديثها
وبعدين يعنى الفرق مش هيبقى كبير
عقد حسن يه أمام ه وقال مخالفا
ولو جنية واحد زيادة هيفرق معايا وبعدين انتوا مش ملاحظين ان
الشغل هنا ابتدى يقل 
وأخفض صوته وهو يستطرد قائلا
والدكتور كمان مبقاش يجى كتير
قال فارس بانفعال
ده علشان الدكتور مبيقبلش القضايا المشكوك فيها يعنى على الأقل يا أخى ضامن ان مرتبك من فلوس حلال
أبتسم حسن بسخرية وهو يفتح يه قائلا
أهلا الشيخ فارس وصل
هب فارس واقفا پغضب وأشار له محذرا وقال
ألزم حدودك معايا يا حسن
وقفت نورا مسرعة وهى تقول منفعلة
أيه يا أساتذة صلوا على النبى كده واهدوا كده صوتنا هيوصل للدكتور
أسندت دنيا رأسها
 

12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 57 صفحات