الجمعة 27 ديسمبر 2024

قصة الخطاب الثلاثة

انت في الصفحة 2 من 3 صفحات

موقع أيام نيوز

الأميرة وحين دهنت النساء
القائمات على خدمتها بشرتها بقليل من المرهم شفيت بسرعة حتى
إنها عادت خلال بضعة أيام أفضل مما كانت قبل أن تمرض.
بيد أن خلافا شديدا نشب عندئذ بين النبلاء الثلاثة فأكد
الذي لديه المرهم أن الأميرة كانت ستموت لو لم يجد المرهم
ولذلك لا يمكن أن تتزوج من أحد آخر. وأعلن الذي لديه المنظار
أنه لو لم يجد المنظار العجيب لما علموا قط أن الأميرة تحتضر ولما
تمكن صديقه من جلب المرهم لمداواتها. أما النبيل الثالث فبرهن
أنه لو لم يجد البساط العجيب لما كان بمقدور صاحب المرهم أو
صاحب المنظار أن يساعدا الأميرة لأنه ما كان لهما أن يقطعا
تلك المسافة العظيمة في الوقت اللازم لإنقاذها. وحين بلغت أنباء
هذا الخلاف أسماع الملك دعا إليه النبلاء الثلاثة الشباب وقال
لهم أيها الأسياد ما أراه مما قلتموه هو أنني لا أستطيع أن
أعطي ابنتي أيا منكم وأظل عادلا ولذلك أرجوكم أن تتخلوا
جميعا عن فكرة الزواج منها وأن تظلوا أصدقاء كما كنتم قبل
أن تصبحوا غرماء.
رأى النبلاء الشباب الثلاثة أن الملك قد عدل في قراره فتركوا
بلدهم جميعا ومضوا إلى صحراء بعيدة ليعيشوا كما يعيش
النساك. وأعطى الملك الأميرة إلى نبيل آخر من نبلائه البارزين.
ومرت سنوات كثيرة على زواج الأميرة قبل أن يرسل
والدها زوجها إلى بلاد بعيدة كان الملك يحاربها. فأخذ النبيل
معه زوجته الأميرة لأنه لم يكن يعلم كم سيضطر للبقاء في
الخارج. وصادف عندئذ أن هبت عاصفة عڼيفة بينما كان
القارب الذي فيه الأميرة وزوجها يدنو من ساحل غريب
وفي ذروة العاصفة العظيمة ارتطم القارب ببعض الصخور
وټحطم في الحال. وهلك جميع من كانوا على القارب وغرقوا
في البحر ما عدا الأميرة التي تمسكت بالقارب بأشد ما
تستطيع فحملتها الرياح والمد إلى الشاطئ. وهناك رأت ما
بدا بلدا غير مأهول وحين وجدت كهفا صغيرا في صخرة
عاشت فيه وحدها ثلاث سنوات تقتات على أعشاب البرية
وثمارها. وكانت تبحث كل يوم عن طريقة للخروج من الغابة
المحيطة بكهفها ولكن من دون جدوى. غير أنها ذات يوم
وكانت ابتعدت أكثر المعتاد عن الكهف الذي تعيش فيه
وقعت فجأة على كهف آخر وأدهشها كثيرا أن له بابا صغيرا
فحاولت مرة بعد مرة أن تفتح ذلك الباب وهي تفكر بأن
تمضي الليلة في الكهف لكن محاولاتها جميعا ذهبت سدی
فقد كان موصدا بقوة. بيد أن صوتا خفيضا صاح في النهاية
من داخل الكهف من في الباب.
فدهشت الأميرة كثيرا حتى إنها لم تستطع لوهلة أن ترد
لكنها حين تمالكت نفسها بعض الشيء قالت افتح لي
الباب! فانفتح الباب من الداخل في الحال ورأت والړعب
يتملكها شيخا بلحية رمادية كثيفة بلغت أسفل خصره وشعر
طويل بلغ كتفيه .
وما أفزع الأميرة مزيدا من الفزع هو أن تجد رجلا يعيش هنا
على الجزيرة ذاتها التي عاشت عليها سنوات ثلاث من دون أن
تقع عيناها على أي شخص.
نظر الناسك والأميرة واحدهما إلى الآخر

انت في الصفحة 2 من 3 صفحات