الخميس 26 ديسمبر 2024

قصة وعبرة قصه وعبرة حذارى من اليأس

انت في الصفحة 2 من صفحتين

موقع أيام نيوز

نفسي. وذهبت لامسك بذراع الفتى للخلف بعيدا عن تلك الفتاة الذي كاد ان يتمادى على تلك المسكينة.. حينها وبخته بأن القوة ليس من شيم الرجال كي يطبقها على النساء. وان كان هناك مشكلة فستحل بالعقل.. وبعد محاولات الشاب. إلا انه مع الاخير إستكان وامتثل للحلول التي منحتها له.. والقضية كانت بسيطة جدا. فالفتاة أخذت مكان الشاب اين يضع مصطبته ويبيع عليها بعضا من الخردوات المنزلية.. فنصحتهما ان يتقاسما المكان بما انه واسع. فلا ضرر في ذلك. وكل واحد له قسمته ورزقه الخاص الموزعة عليهما بعناية من صاحب الارزاق.. كما هدأ الشاب بدأ يتقبل الفتاة ويعتبرها كأخته. فلو كانت ليست محتاجة. لما إضطرت ان تكون على رصيف الشوارع بدل ان تكون اميرة في بيتها.

وقبل ان امضي لحال سبيلي بعد ان حلت المعضلة إذ بتلك الفتاة تناديني بالحاج من خلفي. وعندما إستدرت إليها شكرتني كثيرا واهدتني ساعة عتيقة مت مبيعاتها مستديرة الشكل ملتصقة بها سلسلة حديدية وعرفتني كيف توضع داخل جيب المعطف دون ان تسقط. كانت الساعة عربونا على مساعدتي إياها.. في تلك الاثناء كنت غير منتبه لتلك الساعة قدر ماكان إنتباهي على ذلك الوجه الجميل المبتسم. وملامحها الشرقية التي رسمت بدقة من الذي ابدع وصور في خلقه.. بعدها شكرتها بدوري وعدت ادراجي إلى منزلي متناسيا اين كانت وجهتي من قبل.
في تلك الليلة لم تفارقني صورة تلك الفتاة الغريبة وابتسامتها التي تبهج اي صدر . فاستغربت من حالي كما خجلت من نفسي. كيف افكر في فتاة تصغرني بسنين وهي لاتتعدى الثلاثين من العمر. ورغم ذلك لم امنع نفسي أن اذهب إلى ذاك الشارع. واتظاهر انني مار امام تلك الفتاة. هل ستتذكرني. ام ستحبط مناي ولكن الغريب ان الفتاة مجرد ان لمحتني من بعيد تركت مصطبتها دون حراسة. وقدمت نحوي راكضة.. فسلمت علي بحرارة وكأني قريب عاد للتو من سفره.. وكم سررت بذاك الإهتمام المفاجيء بالنسبة لي.. وبعد ذلك كثرت لقاءاتنا وتنوعت احاديثنا. وتغمقت مشاعرنا. ولم يعد لي طاقة البعد عنها. فتعلقي
بها اعلم من اين اتى. الفراغ والوحدة. والبحث عن الشريك. من اهم اسبابه. فروح الانسان لاتشيخ. ستبقى متعطشة لإحتياج سقيها الاهتمام حتى ولو هو طاعن بالسن.. وبدون مقدمات طلبت منها الزواج.. ولم استغرب قبولها بالعرض. لانها هي كذلك تحتاج لشخص يحتويها وتأمنه على نفسها. فوجدت في الاب الذي فقدته في صغرها. والاخ الذي سافر وترك أخواته بمفردهن دون عويل. والصديق الذي إنعدم وجوده بحياتها. فتعددت الاسباب والسبب واحد هو حضور الراحة والإطمئنان والامان لكلينا.
تزوجت بالاخير فتاة احلام الصغر رغم رفض اولادي بشدة خوفا من اخذها منهم ورثهم الذي ينتظرونه بلهفة. فأعادتني بأسلوبها الجميل وعاطفتها الحنونة إلى شبابي الذي مر كالطيف ولم انعم بتلك المشاعر الصادقة النبيلة التي منحتها كلها لها وانا في كبري.
النهاية
وبكده تكون انتهت قصتنا النهارده

انت في الصفحة 2 من صفحتين