حكاية رحلة اثام بقلم منال سالم
ناسية امتلأت نفسها بقدر من الكمد وهي تسير عائدة للداخل آملة أن يأتي اليوم الذي تشهد فيه ابتهاجها بقدوم أحدهم خصيصا لأجلها احتشد الحضور في هذه القاعة الفسيحة كل مجموعة ملتفة حول مائدة بعينها وغالبية نظراتهم المهتمة ترتكز على الضيف الذي يطرح أهم نقاط محاضرته الطبية في مؤخرة القاعة وبعيدا عن الصخب والضوضاء جلس منفردا يفرغ الماء البارد في كأسه ابتسم في إعجاب وقد التقطت نظراته رفيقه وهو يسير متفاخرا متباهيا يصافح البعض ويلوح بيده للبعض الآخر متجاهلا المحاضر الذي يكد للفت الأنظار والحوز على كامل الانتباه بدا وكأنه امتلك زمام السلطة هنا ولما لا فهو من أكثر الحاضرين نفوذا وقوة توقف ممدوح عن مطالعته حينما انضم إليه جالسا بجواره اعتلى زاوية فمه ابتسامة صغيرة وهو يستطرد أنا متخيلتش إنك هتحضر المؤتمر النهاردة بعد سهراية إمبارح ضحك مهاب عاليا قبل أن يتكلم من بين ضحكاته الرنانة وأفوت التكريم تعرف عني كده انتظر حينا إلى أن خبت ضحكته وأخبره بشيء من الحقد لأ طبعا مهاب الجندي دايما موجود تحت الأضواء بزهو يليق به قال بالظبط شكل ممدوح بإصبعه دوائرا متتالية على سطح الطاولة وهو يضيف طول عمرك محظوظ سواء في العلم أو في الحب رمقه مهاب بهذه النظرة المتفاخرة قبل أن يعلق بثقة الطب مافيهوش حظ في إنك نابغة وفاهم بتعمل إيه أو لأ هز رأسه متفهما ليرد بعدها مبتسما ابتسامة باردة مظبوط ونابغة مع عيلة ليها وزنها يعملوا أسطورة برافو وصف يليق بيا تجاوز عن لمحة الغرور الظاهرة في صوته وأراح ظهره للخلف سائلا قولي مسافر إمتى أجاب رفيقه بعد أن فرقع بإصبعيه ليستدعي أحد الندلاء طيارتي بالليل أومأ ممدوح برأسه مرددا كويس أعطى مهاب للنادل أوامره ثم وجه سؤاله للجالس بجواره هتحصلني مط فمه دون أن ينطق بشيء فتساءل سأله بإلحاح طفيف لسه بتفكر ولا إيه احنا خلاص اتكلمنا في الموضوع ده علق مبديا أسبابه إنت عارف الظروف عندي ماتسمحش بتكاليف وأعباء جديد يدوب أرجع القاهرة وأركز هناك مد مهاب يده ليربت على جانب ذراعه وأكد له بلمحة من الغرور ماتقلقش طول ما أنا موجود ما كان من رفيقه إلا أن ابتسم بفتور فشدد مرة ثانية عليه بتكلم بجد يا ممدوح أنا عاوزك معايا تطلع إليه بحاجبين معقودين فتابع مهاب كلامه إليه واضعا هذه البسمة الواثقة على محياه وهظبطك في منصب محترم ينقلك في حتة تانية خالص فكر ممدوح مليا فيما قاله وعلق ساخرا طبعا واسطة عيلة الجندي تفتح أي باب مقفول سواء برا أو جوا ضحك مهاب على ما اعتبرها طرفة وقال ما هي دي المصالح العليا بالنسبة لها مر الوقت بطيئا محملا بالمشاق والتعب فما إن تنتهي من إنجاز شيء حتى تنتقل لآخر وهي بالكاد تحاول البحث عن قليل من الراحة وسط كم المهام التي ألقيت فوق كتفيها ارتمت فردوس على الأريكة الملاصقة لفراشها وهي تدعك بكفيها ركبتيها المتألمتين تأملت الشقوق التي انتشرت بباطن كفيها وهي تفكر في وضع قدرا من مادة الفازلين الطبية لتحصل على ملمس ناعم يغطي على خشونة جلدها حولت نظرها نحو والدتها التي تساءلت في صوت شبه قلق وعيناها تنظران بإمعان للطريق من نافذة الشباك المواربة هي الساعة يجيلها كام دلوقتي داخلة على تلاتة ابتعدت عقيلة عن النافذة وضړبت كفها بالآخر قبل أن تضعهما أعلى صدرها لتردد في انزعاج كده أختك اتأخرت أنا قولتلها ماتروحش الشغل النهاردة بردك هي ركبت دماغها ونزلت والجماعة قالوا هايجوا بعد المغرب راحت فردوس تدلك كفها بيدها وهي تخبرها ما إنتي عارفها يامه اللي بتصمم
هي عملاه